ولما وصل خبر احتلالها إلى طرابلس أصدر بادوليو أمره بالتقدم إلى مرزوق وأن تكون المقدمة من فوج من السيارات المدرعة ومعه كتيبة من جنود إرتريا تحملها السيارات وتتبع كل هذا قافلة تحمل ما يكفي لمدة شهر من المؤن والذخائر ولما وصلت الحملة إلى براق وجدت أن سبها قد سقطت في يد خليفة وبهذا أصبح الطريق مفتوحاً إلى مرزوق.
يقف الطليان هنا موقفاً خاصاً يشيرون فيه إلى أخطائهم الماضية فهم يدرسون عمليات سنة ١٩١٣ ويقررون أن أسلافهم لم يفكروا في حماية مواصلاتهم وكان تقدمهم لاحتلال مراكز العدو دون التفكير فيما تتعرض جنودهم إذا تركوا جيوباً للعدو يشن الغارة منها عليهم وكان أن سقطت حامياتهم وعزلت واحدة تلو الأخر ويكشف جراتزياني عن فكره بقوله (إن هذه الأخطاء لن تتكرر مرة أخرى) ولذلك ترك الزعماء الوطنيين يتقاتلون في فزان. حربهم الداخلية الفانية التي تحضر للرق رؤوسهم وأخذ يستعد لحملة واسعة النطاق وكان ذلك في الشهور بين أغسطس و٢٥ نوفمبر سنة ١٩٢٩ حيث وصل فجأة إلى سبها وأصدر تعليماته التي تتلخص في
١ - إتمام تطهير الجزء الشمالي بأكمله واحتلال براق وسبها بالقوات النظامية.
٢ - السير مرة واحدة إلى واو الكبير على طريق مرزوق - الكفرة ومنها كانت الحملة التي وجهها العابد إلى سبها سنة ١٩١٤.
٣ - الهدف الأخير احتلال مرزوق - أوبارى - غات لحدود الصحراء الفرنسية.
إن القصد النهائي هو أن تتطور المعركة على شكل ديناميكي وينتهي للوصول إلى احتلال نهاية الحدود السياسية وإخضاع أبعد المناطق مما لا يتصور العرب أن في وسع الحكومة الإيطالية الوصول إليها١.
وقد نفذت هذه الخطة التي كان الكتمان رائدها بحذافيرها تامة فاستولت إيطاليا على واو الكبير ومرزوق وفي ٣٥ فبراير سقطت غات التي غادرها الثوار منسحبين إلى داخل الأراضي الفرنسية وفي ٣٠ مارس تركت مفرزة من قوات البادية مراكزها في فزان متجهة جنوبا فاحتلت جبال طمو في ٢ إبريل أي على بعد١٥٠٠ كيلو متر من الساحل وأتمت حركتها بأن عادت إلى مراكزها عن طريق بئر الوعر وبقيت إيطاليا تسيطر على