والتنازع بين الأخير وجماعة سيف النصر وشيخ يدعى عبد النبي انتهى باستيلاء الأخيرين على مرزوق وطرد خليفة من المقاطعة فلجأ الأخير إلى الطليان وهو بحالة يرثى لها فأعطاه جراتزياني منزلا وخادماً ووعده بأن يستخدمه في فتح فزان.
وضعت خطة الفتح بناء على إرشادات المارشال بادليو وروعيت فيها منتهى الدقة بحيث لم تتجاوز اعتمادات الصرف ٢١ مليون ليرة إيطالية أيما يقرب ٢٠٠ ألف من الجنيهات المصرية يدخل تكاليف تعبيد الطريق لغاية سبها وإصلاح الطريق من سبها إلى مرزوق ثم منها إلى غات على الحدود الفرنسية.
ثم كل هذا ابتداء من النصف الأول لسنة ١٩٢٩ وتحدد شهر ديسمبر لابتداء العمليات الحربية التي وضعتها القيادة العامة في طرابلس من ناحية تعبئة القوات المكلفة بالفتح وتهيئتها وإمدادها بعربات النقل وكل ما يتعلق بمراكز التموين والتجمع ونظام سوق الجيش وتركت على عاتق جراتزياني الناحية الفنية ناحية اختيار الضباط وتدريب القوة المكلفة بالزحف.
فحصر همه في اختيار أعوانه ووضع لذلك شروطاً ألزم نفسه باتباعها فاشترط.
١ - أن يكون الضابط على خلق قيم وجرأة وإرادة.
٢ - أن يكون من المتحمسين للأمور الاستعمارية.
٣ - أن يكون من الذين يتحملون المشاق ويرضون بالتخشن في العيش.
ولما عرف كيف ينتقي ضباطه فرض هذه الشروط على ضباط الصف ثم أخذ يختبر معلومات ومقدرة رجاله ففرض على القوة القيام بتمرينات متعددة على خاصيات حرب الصحراء واهتم بوسائل الارتباط والمخابرة مع الطائرات حتى يسهل الاتصال بين الوحدات وبعضها وبينها وبين القيادة وطبع كتاباً مختصراً عن فزان وأحوالها ووزعه على الجنود وضباط الصف وأخذ في تحضير خريطة مفصلة على أحدث ما وصل إليه علم السلطات عن طبيعة الأرض والمناطق وأسماء البلاد والمسافات التي تفصلها.
ولم ينسى خليفة زاوية الذي انضم مع الطليان على رأس مفرزة من الوطنيين ومعه مهدي موسى للانتقام من أعدائهما في مرزوق وتحركت. القوتان في نهاية شهر أغسطس وقاتلت جماعة من المجاهدين تحت قيادة سيف النصر واحتلت واحة براق الواقعة على طريق