وتعريبه (تذكر أيها الشعب الروماني أنك ستدعى إلى حكم الشعوب فاعف عمن يلين لك واخضع الأقوياء لسلطانك).
وهكذا نرى أن فزان فتحت لنا آفاقاً بعيدة نطل فيها على حوادث متعددة ونتعرف على نفسية القواد وغرورهم ورأيهم فينا:
فلنقف قليلاً لنحدد أثر الحوادث وتسلسلها التاريخي في فاصل قبل الدخول إلى المقاطعة وحروبها الحديثة.
فنحن نعلم أن فزان كانت مستقلة تحت حكام من أمراء بني خطاب من قبائل الهوارة كما حكمها ملوك من السودان ولا تزال بقايا قصورهم وقبورهم قائمة. ونحن نذكر نقلا عن صاحب تاريخ طرابلس الغرب المسمى التذكار (حوادث عن أمراء فزان) في ولاية سليمان داي التركي وحروب صاحبها المنصور بن الناصر ابن المنتصر ورفضه دفع الإنارة وعراكه مع الوالي ثم حروبه وعودته وشكوى أهل فزان للسلطان أحمد بن السلطان محمد ابن مراد بن سليم بن سليمان فهذه حوادث تتكرر في كل عصر حتى عصر عبد الحميد. وكان أن أصبحت فزان منفى لرجال الأحرار من الأتراك في عهده والغريب أن يلجأ حكام روما الفاشيون إلى فزان والكفرة لفرض الإقامة الجبرية على فريق من أعداء العهد الفاشي، فإذا جنود فرنسا حرر بعضهم وكان قد مضى عليهم سنوات وهم مبعدون من أوطانهم.
لنذكر بعد ذلك أن إيطاليا جمعت أواخر سنة ١٩١٣ حملة قوامها١٢٠٠ جندياً إيطالياً ووطنياً تحت قيادة الكولونيل ميامي ووجهتها من طرابلس إلى الجنوب واحتلت المراكز الهامة حتى وصلت إلى مرزوق ولكن هذا الاحتلال لم يدم طويلا كما ذكرنا ففي نهاية عام ١٩١٤ انسل الطليان منسحبين إلى الشمال تاركين الجنود الوطنيين وحدهم فدخل فزان السنوسيون مع حلفائهم من الطوارق وأقاموا بها حكما لم يدم طويلا لأن الأتراك أعدوا الكرة فزحزحوا السنوسيين عنها وعينوا إحسان ثاقب متصرفاً للإقليم وجعلوا المدعو خليفة زاوية في وظيفة محاسبجي للمتصرفية حدث هذا في سنة ١٩١٧ ثم تولى الأخير السلطة في نهاية سنة١٩١٨ ولما غادر الضباط الأتراك بعد عقد الهدنة - ثم ساد عهد الفوضى