للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ونحن فيما يلي ننوه ببعض هؤلاء فمنهم:

الأمير بيبرس الفارقاني. كان من المعمرين، وتوفى عام ٨٠٨هـ وأسس حماماً تجاه المدرسة البندقدارية. وكان من أهل الدين والصلاح. وله مشاركة في العلم. وكان أمياً لا يقرأ ولا يكتب. ويزن الشعر بطبعه، وله شعر جيد باللغة الفصحى. ومن قوله في الغزل، وفيه تورية:

من لي بظبي غرير ... باللحظ يسبي الممالك

إذا تبدي بليل ... جلا سناه الحوالك

من حور رضوان أبهى ... لكنه نجل مالك

روى ذلك ابن إياس في البدائع.

ومنهم ابن الربيع. وهو مجاهد بن سليمان بن مرهف ابن أبي الفتح المصري التميمي، ويعرف بالخياط. كان أديباً رقيقاً ويعتبر من كبار أدباء العوام. عاصر الشاعر المصري البارع أبا الحسين الجزار، والأديب ناصر الدين بن النقيب، وغيرهما من أدباء الحلبة الأولى في العصر المملوكي. وكانت بينه وبين كثير منهم مراسلات ومساجلات. وقد سل لسانه زمناً على الشاعر أبي الحسين الجزار، فهجاه وهجا شعره. ومن هجائه قوله:

أبا الحسين تأدب ... ما الفخر بالشعر فخر

وما تبللت منه ... بقطرة وهو بحر

وإن أنيت ببيت ... وما لبيتك قدر

لم تأت بالبيت إلا ... عليه للناس حكر

ومن شعره في التشوق والحنين، مخاطباً البرق:

أعد يا برق ذكر أهيل نجد ... فإن لك اليد البيضاء عندي

أشيمك بارقاً فيضل عقلي ... فوا عجباً تضل وأنت تهدي

ويبكيك السحاب وأنت ممن ... تحمل بعض أشواقي ووعدي

بعثت مع النسيم لهم سلاماً ... فما عطفوا عليَّ له برد

وقد توفي مجاهد عام ٦٧٢هـ. وتحدث عنه صاحب فوات الوفيات.

ومنهم أيضاً شرف بن أسد المصري. قال عنه صاحب الفوات (شيخ ماجن متهتك ظريف

<<  <  ج:
ص:  >  >>