وله قصيدة جيدة في وصف دمشق وجناتها يقول في مطلعها:
ولوع جلق للأوطار أوطان ... وليس فيها من الندماء ندمان
كم لي مع الحب في أقطارها أرب ... إذ نحن في ساحة الجيرون جيران
أيام تجرير أذيالي بها طرباً ... ولي مكان له في السعد إمكان
إذ بت أنشد في غزلانها غزلا ... لما عزت كبدي باللحظ غزلان
ومنها يقول:
قم يا نديمي إلى شرب المدام بها ... من قبل يدرك بدر السعد نقصان
فأنت في جنة منها مزخرفة ... وقد تلقاك بالرضوان رضوان
وأنت فيها عن اللذات في كسل ... أنهض فما بلغ اللذات كسلان
أما ترى الأرض إذ أبكى السحاب بها ... آذارها ضحكت إذ جاء نيسان
والزَّهر كالزُّهر حياه الحيا فبدت ... في الروض منه إلى الأبصار ألوان
زمرد قضب فيها مركبة. . . ... جواهر ويواقيت ومرجان. الخ
ومن يقرأ هذه القصيدة بتمامها، يستروح فيها أنساماً من قصيدة أمير الشعراء شوقي بك في وصف دمشق؛ ولا سيما أن القصيدتين من بحر واحد وروي واحد.
هذا، ويقول صاحب فوات الوفيات: أن قاضي القضاة شمس الدين بن خلكان (المتوفى عام ٦٨١هـ) - كان قد قصد هذا الشاعر، واستنشده من شعره فقال له: أما القديم فلا يليق وأما نظم الوقت الحاضر، فنعم. وأنشده:
وما كل وقت فيه يسمح خاطري ... بنظم قريض رائق اللفظ والمعنى
وهل يقتضي الشرع الشريف تيمماً ... بترب وهذا البحر يا صاحبي معنا
ومن الأميين أيضاً: ذلك الأديب الشاعر الرقيق صاحب البيتين المشهورين:
قد بلينا بأمير ... ظلم الناس وسبح
فهو كالجزار فينا ... يذكر الله ويذبح
ذلك الشاعر هو إبراهيم المعمار. قال عنه صاحب الدرر الكامنة: شاعر مشهور عامي، لكنه ذكي الفطرة، قوي القريحة، لطيف الطبع ولم يتمدح بأحد. وقال إنه مات عام ٧٤٩هـ.