بالهند الصينية ولكن موقف اليابان حال دون استمراره فغادرها واتجهت الأنظار إلى منطقة قريبة فكان الكنغو الفرنسي أول المقاطعات التي انضمت إلى الحركة والغريب أن الظروف تركت هنالك حاكماً وطنياً من الشعوب الملونة وهو الذي توفى قبل نهاية الحرب بالقاهرة وكان أمل فرنسا يستهدف أن تحتفظ بمكان لها على مائدة الحلفاء، ولذلك تغير اسم فرنسا الحرة إلى فرنسا المقاتلة وحاول الجنرال ديجول مراراً أن يسمح له بالجلوس مع روزفلت وستالين وتشرشل، وكان الأولان يعترضان على وجود فرنسا لأنها سلمت ولم تحارب ولذلك اتجهت إرادة فرنسا الحرة إلى تحمل أعباء قتال في أي جهة وكان أن سمعنا بفراق من المتطوعين وجنود المستعمرات تحارب في صف البريطانيين وبين أيدينا في سوريا ولبنان ذكريات ضباط البر والبحر والجو الذي كانوا يخترقون حدود فلسطين للانضمام إلى قوات فرنسا المحاربة، وكان أن ظهرت قوات في ميدان سوريا ولبنان، ثم في الحدود المصرية في بير حكيم حين استبسلت قوة فرنسية أمام قوات تفوقها عدداً عن جنود المحور.
إلا أن العملية الحربية المنفصة والمستقلة تماماً عن بقية جيوش الحلفاء هي العملية التي تولتها فرنسا المقاتلة بزحفها من بحيرات تشاد عبر الصحراء الكبرى وانتهت إلى فزان وهي من أعظم حركات حروب البادية.
ولقد كان رأي فرنسا في الحكم الإيطالي يختلف تماماً عن رأيها اليوم وإليك الدليل من نشرة رسمية لحكومة الفرنسيين الأحرار وسأقرأها بالفرنسية:
كانت مقدمة هذه الحركة. عملية من أخطر العمليات التي مرت في تاريخ حروب البادية ولكنها أشبه بحركة كشفية منها بعملية حربية. فقد قام من الجانب الفرنسي ضابط أسمه جان كولوتا دورنافو من ضباط قوات البادية الفرنسيين واشتركت معه ضابطان بريطانيان اجتمعا في القطاع الجنوبي حيث تلتقي الحدود بين المستعمرات الإيطالية والفرنسية وحدود السودان وكان هذا في ٤ يناير سنة ١٩٤١ وفي١١ يناير تمكنت هذه القوة المخاطرة من تدمير مطار مرزوق والسودة بعد أن ظل الضابط الفرنسي كولوتا دورتانو تحت وابل رصاص الطليان. وتعرضت بعد هذه الحملة واحة كفرة والجزء الجنوبي من فزان لعدة هجمات سنة ١٩٤٢ وفي أوائل سنة ١٩٤٣ زحفت قوة الجنرال الفرنسي من الجنوب