وأهم أغراضها احتلال فزان وتحريرها وكان مركز التجمع ثم وأتت المؤن والذخائر وبالسيارات من برازافيل، وكانت القوة الزاحفة عددها ٧٣٨ ضابطاً ورجلاً.
وقد اختير موعد الزحف بين شهري نوفمبر وفبراير وفي ٢٥ ديسمبر أذيع أول بلاغ عن العملية يتضمن دخول القوة في يوم ٢٢ ديسمبر ١٩٤٢ أراضي فزان، وفي ٣٠ ديسمبر احتلت أم الأرانب بعد مناوشات مع قوة إيطالية وسلم عشرة من الضباط وأكثر من مائتي جندي وطني وفي الوقت نفسه سلمت البطرون ثم سبها وفي ١٢ يناير سلمت مرزوق.
كان الاستعداد لهذه العملية كامل من جميع الوجوه وجاءت في الوقت المناسب الذي كان الحلفاء يدفعون بجيوش المحور إلى الحدود التونسية، ولذلك تمكنت الحملة الفرنسية بعد احتلال فزان أن دخلت طرابلس في ٢٥ يناير، واحتلت في ٢٦ يناير سنة ١٩٤٣ غد أمس.
وقد اشتركت القوات الهوائية الفرنسية وأبلت في المعارك بلاء حسناً، ولكن عظمة الحملة فهي في تنظيمها وسيرها وأنها حركة مفاجأة رغم أن الحرب التي واجهت الحملة هي حرب مع الطبيعة أكثر من أنها حرب مع الطليان، وقد دلت عمليات الصحراء من ١٩٤١ إلى ١٩٤٣ على أن قيادة الحلفاء كانت تحسب حساباً للمطارات الإيطالية في الكفرة وفي مرزوق، وقد ذكر الفرنسيون أنهم وجدوا في مطار الكفرة البريد السري الذي كان يرسله حاكم جيبوتي التابع لحكومة فيشي مما يدل على أن مطارات الصحراء كانت تسمح باتصال الإيطاليين بأثيوبيا مع دولتي المحور.
هذه هي العمليات التي أدت إلى دخول الفرنسيين وهي بطبيعتها مكملة لحركات الحلفاء في شمال أفريقيا، ولقد كانت الأهداف تبدو مستعصية وبعيدة عن التحقيق لو كانت مستقلة تماماً ولكنها كعملية للحروب الاستعمارية الصحراوية تستدعي أن تقف قليلاً لنتحدث عن الصحراء.
حروب الصحراء:
للصحراء روعة تحدث عنها الكثيرون من أهل أوربا من رجال الجندية وغيرها. فحافتها تمثل في نظرهم حدود بحر متسع من الرمال يدعو الواقف على شاطئه أن يركب الأخطار فيكتشف فيها ما وراء الأفق أو هي قطعة من عمل الطبيعة تتحدى الإنسان - أقصد