يسير العالم بخطوات سريعة نحو توطيد سيطرة الدول الأوربية مرة أخرى على المشارق والمغارب، ومشكلة فزان إحدى المشاكل المرتبطة بمستقبل ليبيا، وقد ظهر للعيان كيف تطورت السياسة العامة بالنسبة لإيطاليا فهي قد كانت تقبل منذ سنتين مساعدات الدول العربية بأصواتها لاستعادة إرتريا والصومال في مقابل الاعتراف باستقلال ليبيا كاملاً، أما اليوم فلا أدرى هل تقبل ذلك؟
من الناحية الفرنسية يبدو لنا أن فرنسا تحاول أن تعمل على إعادة نفوذ إيطاليا كاملاً، وفي هذه الحالة هل تسلمها حدودها القديمة أم تقتطع فزان، وإذا سلمت لها بفزان هل تحتفظ بـ ١٠٠ , ٠٠٠ كيلو متراً من الأراضي التي سلمها لافال إلى موسوليني؟ وما هو موقف الإنجلو أمريكان؟
إن موقفهم يتلخص في الاحتفاظ بالمراكز الاستراتيجية.
ولا يوجد شك في أن بريطانيا لها مراكزها في برقة كما لا يوجد شك في أن أمريكا لها مراكزها في طرابلس.
في مصلحة من استقلال ليبيا موحدة. .
هذا ما تمليه تطورات السياسة العالمية ومقدار الثقة التي يحصل عليها أهل ليبيا وبرقة أنفسهم.
أما أهل فزان فداخل السور الحديدي أسلاك شائكة وجنود السنغال، مثلهم كمثل ملايين من بني آدم لا يتمتعون بما يسمى حقوق الإنسان: تحرمهم منها أمم كانت هي أول من نادى بحرمة حقوق الإنسان.