نحن نسمع مثلاً موسيقى عبد الوهاب وغناء أم كلثوم، وغير عبد الوهاب وأم كلثوم من فنانينا المجيدين، فنتذوق فنهم ونسر به، لأنه يعبر عن مشاعرنا ويخاطب قلوبنا، فهو منا وإلينا، ولذلك نشعر بقرب الموسيقى الأسبانية من نفوسنا أكثر من موسيقى البلاد الأوربية الأخرى، لأن الأسبانية تنزع إلى أصل عربي كان في الأندلس. وليس مما يقع أن تحول مشير المذياع إلى محطة أجنبية، وأم كلثوم تذيع إحدى حفلاتها الغنائية، لتسمع بدلاً منها ثغاء إحدى الفرنسيات أو الإنجليزيات.
قال الدكتور وهو يتهيأ للانصراف: أن تذوق الموسيقى الأوربية يحتاج إلى تربية وتثقيف.
فسأله أحد الجماعة: عمن أخذ الأوربيون موسيقى (الجاز)؟ فسكت، وناب عنه من أجاب: من موسيقى الزنوج. . .
ثم أنصرف قبل أن يبدي رأيه في تذوق موسيقى الزنوج وهل يحتاج إلى تربية وتثقيف. . .