حتى يكتسب إعجاب رفقائه وأحترامهم، ويثبت ثبات الطود في مهب الرياح. وليس من الشجاعة أن تكثر من شكوى الحياة والظروف والأيام، فشكوى سوء الحال لن تغير ما حدث، بل تذهب بنظرة العقل، وقوة القلب، وأن الفرق من الخذلان والهزيمة يؤدي إلى الهزيمة، وقوة الأمل في النجاح مع التشجيع والمثابرة تحفظ روح الإنسان وهمته، وتبعث فيه كثيراً من الرجاء في الفوز، وبخاصة إذا عمل بعقله وقلبه ويده، وأن الاعتراف بالنقص فضيلة، والعمل على علاجه شجاعة. فنحن في حاجة إلى الشجاعة التي بها نستطيع مواجهة المخاوف ومقابلتها بكل ثبات وصبر وتفكير حتى نتغلب على مصاعب الحياة، ونقلل من الخوف الذي يهدم الرجولة من أساسها، ويقتل الشخصية في مهدها.
وأن أعظم انتصار في الحياة هو الانتصار على النفس
بضبطها وكبح جماحها، والتغلب عليها. وليست الشجاعة في
أن تنتصر على سبع مفترس فحسب، ولكن الشجاعة في أن
تسيطر على نفسك التي بين جنبيك. وأرقى مظاهر الشجاعة
الصبر والتحمل عند القدرة. ثانياً: هناك مظهر آخر للشجاعة
يتبين في التغلب على الصعاب التي تعترض الإنسان في
الحياة، وإصلاح الأخطاء التي تمر بنا سواء أكانت الأخطاء
منسوبة إلينا أو منسوبة إلى غيرنا. وهناك كثير من المصاعب
التي يمكن التخلص منها بقليل من الشجاعة والحزم والثبات؛
وكثيراً ما يكون الجبن سبباً في الفشل وعدم النجاح في العمل.
وكما تكون الشجاعة في الأقدام على الشيء تكون في الأحجام
عند تحقيق التهلكة. ولا تقل الشجاعة في الأحجام والتريث