بأن توفيق الحكيم كان يعيش في نفس التجربة الشعورية التي صورها بقلمه لقلب (بلقيس) بين حب (منذر) وجاء (سليمان)!. . . من هنا قلت وأنا في معرض الحديث عن (سليمان الحكيم): (صراع نفسي وهذا هو العجب، وقلب إنساني وهذا هو الأعجب)؛ لقد كان مصدر العجب البالغ أن توفيق قد خلا إلى قلبه خلوة طويلة، تمت في غفلة من عين هذا الرقيب الصاحي الذي لا يغفل، وأعنى به الفكر!.
إن الفن في ميزان الذهن المجرد شئ، وفي ميزان القلب النابض شئ آخر؛ هناك هزات فكرية، وهنا هزات شعورية. وما أبعد الفارق بين الفنين في حساب النفس وحساب الزمن!.
دفاع مضحك عن سلامة موسى:
لي صديق أديب هو في الوقت نفسه صديق للأستاذ سلامة موسى، ولكن يظهر أن إخلاصه للكاتب (الجبار) يفوق إخلاصه لي. . . والدليل على ذلك كتب في الرد على مقالين أحدهما في (الأديب) والآخر في (المقتطف)، حاول فيهم بكل ما أوتي من علم أستاذه أن يرفعه إلى السماء؛ ولكن السماء كانت قد امتلأت بضحكات الساخرين فلم يبق فيها مكان للكاتب الجبار فبقى كما تركته منذ أسابيع. . على الأرض!! إن سلامة موسى في رأي تلميذه الذي لا أعرف له تلميذا سواه (مفخرة خمس أجيال في تاريخ مصر، وإذا كان لكل كاتب مدرسة فإن المدرسة الأولى للدكتور طه حسين بك بلا منازع، والمدرسة الثانية منسوبة إلى الأستاذ سلامة موسى بغير شك). . . هكذا والله العظيم! ولو سئلت النملة رأيها في الذبابة لقالت: هذا فيل كبير!!.