يوم الخميس الماضي في القاعة الشرقية بالجامعة الأمريكية. وقد ألقى سفير الباكستان الحاج عبد الستار سيت كلمة ترحيب، وألقى الدكتور حسين الهمداني محاضرة عن حياة الشاعر وشعره، وألقى الدكتور عثمان أمين محاضرة عن (إقبال الفيلسوف) وأنشد كل من الشاعرين محمود حسن إسماعيل ومحمد مصطفى حمام قصيدة، وألقى آخرون كلمات أخرى.
وقد تضمنت كلمة الدكتور الهمداني أن إقبال ولد سنة ١٨٧٣ في عائلة براهمية تشتغل بالزراعة في قرية (لوهار) بكشمير. وبعد أن أتم تعليمه في المعاهد الهندية لم يلتحق بخدمة الحكومة لضعف بصره فتفرغ للأدب والشعر. ثم رحل إلى أوربا سنة ١٩٠٥ قاصدا كمبردج ثم هيدلبرج بألمانيا ثم ميونخ حيث حصل على شهادة الدكتوراه نتيجة لرسالة قدمها بعنوان (تتطور الفكرة العقلية في إيران) وفي سنة ١٩٠٨ حصل على شهادة في القانون وعاد إلى وطنه.
وقال إن إقبال عندما اقتحم باب الشعر ألقى الوخم والكسل والقنوط مخيمة على حياة الناس كافة كما وجد روح التشاؤم سائدا من جراء الاستعمار، فأيقظ قومه وبعث فيهم الكفاح والحياة، ومزق الأستار التي كانت تحجب الحقائق عن أعين الشعب. ولم يقتصر على الخيال والجمال الفني في شعره بل راح يجاهد ويهيب بقومه أن يقلعوا عن أفكارهم القديمة ويتجردوا من روح التواكل الذي كان يشيع بينهم. وقد نادى بوجوب انفصال المسلمين عن الهندوس وتكوين دولة خاصة بهم، فتحققت أحلامه بعد وفاته وقامت دولة الباكستان.
وقد ألقى سعادة السفير كلمته بالإنجليزية، ومما يذكر لذلك أن في الباكستان الآن حركة تهدف إلى نشر اللغة العربية، فقد تقرر تعليمها بالمدارس الباكستانية على نطاق واسع، وجاء في نشرة لسفارة الباكستان بالقاهرة أن متحدثا بلسان وزارة المعارف الباكستانية قال إن الحروف العربية أثبتت تفوقها على الحروف الأردية، وقد عرف المؤيدون لاستعمال الحروف العربية أن ذلك يدعو إلى توثيق العلاقات بسائر الأمم الإسلامية، كما أنه يعتبر الوسيلة الفعالة للنهوض بالتجانس الثقافي وتوحيد الغايات إلى المستقبل القومي.
ومما يذكر أيضاً أن رجال الدولة في الباكستان ضربوا المثل بأنفسهم فجعلوا يتعلمون اللغة العربية. ولا شك في أنه لن يطول الأمد حتى يلقى سفير الباكستان بالقاهرة كلمته في