هو الفلم الذي عرض في الأسابيع الأخيرة بسينما مترو بالقاهرة، وقد ألف قصته محمد كامل حسن، وأخرجه ومثل البطل الأول فيه حسين صدقي وممن اشترك معه في التمثيل إسماعيل يس ومديحة يسري ولولا صدقي. ويعالج الفلم قضية إنسانية في صور من البيئة المصرية، تلك هي مشكلة الأولاد وحالة الأب المعيشية، فالمصري أفندي (حسين صدقي) شاب فقير يرزق أو (يصاب) بأولاد كثيرين، توائم وغير توائم، من زوجته (مديحة يسري) وتمر الأسرة بشدائد تجعل الوالد يضيق بأولاد، ويكاد يتحطم عندما يفاجأ بثلاثة توائم. ثم تنجاب الشدائد ويقبل المال وتتبدل الحال غير الحال. . . ولكن الأحداث تذهب بالأولاد ولا يبقى إلا بنت واحدة (عيشة) التي تصاب بمرض شديد فلا تشفى منه إلا وهي مقعدة. ويصبح الوالد من كبار الأغنياء ولكنه في الوقت نفسه أكبر الأشقياء، فقد هذه الحزن على أولاده وخاصة حسن الذي اختفى ولم يعرف له مقر، وتنتهي الرواية باللقاء بين الولد المفقود الذي صار شابا وبين والديه المحطمين والأخت المقعدة التي تذهلها المفاجأة السارة عن حالها، فتهب واقفة تمشي نحو أخيها حسن. . .
ويعرض الفلم صورا رائعة من الحب الزوجي والتعاون بين الزوجين في الملمات، إلى جانب ما بينه من تفاهة المال وعدم جدواه في السعادة الحقيقية. ويمتاز الفلم بالروعة الأصلية، والوصول إلى الأهداف عن طريق العرض الفني من غير إشعار يوعظ، والخلو من التهريج والحشو، والفكاهة فيه طبيعية غير مقحمة، ويبلغ فيه إسماعيل يس غاية الظرف، وهو يؤدي دور الغني الذي لا يشعر بحاجة إلى تنمية المال حتى يولد له ولد بعد انتظار طويل، وكانت المفارقة أن يقترن هذا بما يتوالى على (عديله) المصري أفندي الفقير من الأولاد وهو في شوق ولو إلى نصف ولد. . .
و (المصري أفندي) فلم عظيم من غير شك، وهو يأتي الآن في هذه المرحلة من مراحل الفن السينمائي في مصر، كما أتى فلم (العزيمة) لحسين صدقي أيضاً في المرحلة الأولى، كل منهما ينقل هذا الفن إلى (الموضوعية) مصاغة في قالب من الفن الممتع الشائق. وقد تعمدت أن أغفل فلم (نحو المجد) الذي أخرجه حسين صدقي أيضا، لأنه وإن كانت قصته