للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

نترحم على الجارم بعدما استعصى على الشعراء رثاؤه.

وأقول: إن الوقوع في سرقات أدبية لا ينافي الإجادة والشاعرية الفذة، وقد ألفت كتب في سرقات شعراء كالمتنبي، وقد وصل الأمر إلى الاغتصاب مع إكراه الشاعر القائل على أن يتنازل عن ملكية ما قاله مفاداة لعرضه من هجاء المغتصب. والدلالة على السرقة الأدبية لا تنافي أيضاً الترحم على الفقيد، وعندما تتقدم في الدراسة الأدبية سترى في باب السرقات بكتب الأدب أن كل السارقين المذكورين في هذه الكتب قد ماتوا. . يرحمهم الله. . .

ويقول لي الأديب الشحات السيد زغلول (مدرسة رأس التين الثانوية - توجيهة آداب): من الله علي بالنجاح فهممت بقلمي لأكتب لك وأزف إليك تلك البشرى، كأنك ممن يهمهم أمري وممن يسرون لنجاحي.

وقد يبدو لبعض القراء أن هذا (المقول) تافه، ولكنه ليس كذلك، فهو تعبير عن شعور. إن الطالب الأديب (الشحات السيد زغلول) دائب على قراءة (الرسالة) وقد كتاب إلي قبل ذلك، وهو يشعر من طول الملازمة الفكرية كأني من أسرته. . . وحقا لقد سرني نجاحه كأنني ممن يهمهم أمره. نجاح مبارك يا سيد شحات. . .

ويقول لي الأستاذ أحمد طه السنوسي: اطلعت على كلمة لكم تحت عنوان (نصف مليون جنيه يصدع رأس الدولة) في الرسالة الغراء، فأحببت أن أكتب لك شيئا عن ذلك (الروتين) العجيب، وإن له مساوئ ولكنها طريفة تفتر لها الأفواه عن بسمات، وقد صارت هذه البسمات أيضاً من (الروتين). . كثيرا ما ترسل المصالح الحكومية خطابات مسجلة إلى أفراد من الناس تطالبهم فيها بمبالغ قد تكون عشرة مليمات أو سبعة، وتنفق على الخطاب ثمانية عشر مليما!

ويقول لي الأستاذ الشاعر محمد العديسي: إن الأبراج المقدسة لم تدع لنا إلا آمالا في أمثالكم الذين يهيئون لأنفسهم مكانة عند أمثالنا. . .

وأقول له: إن (رغبتنا) في المكانة عند أمثالكم لا تجديكم شيئا. . . كما أننا لم نستفد من رغبة أحد في مكانة لدينا. . .

عباس خضر

<<  <  ج:
ص:  >  >>