بتحليل حوارها، وبيان مقدار ما فيها من ملائمة بين أصلها ومعانيها. وإذا كنا قد سجلنا عليها بعض المآخذ، فإننا نعترف لمؤلفها الكاتب الكبير بأصالة فنه، وصدق فهمه للأدب فهماً يختلف عما هو شائع لدى كثير من كتابنا - ولا سيما في باب القصة - من أن الأدب فن مهارة وحذق يهدف إلى توليد المعاني المبتكرة البراقة المعجبة وخلق المفاجآت العجيبة المسلية دون أن يكون فيه أثر لنماء الفكر الجدية. وإذا كان ذلك حكمنا على سليمان الحكيم، فإننا نعتقد أن أدب الأستاذ توفيق الحكيم وفنه أوسع وأخطر من أن يمثلها كتاب واحد من كتبه. لذلك نرجو أن تتاح لنا فرصة قريبة ندرسه فيها دراسة تليق بمكانه في نفوسنا ومقامه في نهضتنا الأدبية. ونرجو أن تحتل هذه الدراسة مكانها في كتابنا عن المسرح في مصر الذي نعمل على إخراجه إن شاء الله.