١ - المشهور في المثنى أن يرفع بالألف وينصب ويجر بالياء ولكن بني الحرث بن كعب وزبيد ومراد وهم من مذحج من كهلان وخثعم وهمدان من كهلان وعذرة من قضاعة وبطون من ربيعة وبكر بن وائل من ربيعة وبني العنبر وبني الهجيم من تميم كل هؤلاء مع كنانة يلزمون المثنى الألف في جميع أحواله رفعاً ونصباً وجراً، وقد جاء على لغة هؤلاء في القراءات المشهورة إن هذان لهاجران، وقرأ أبو سعيد الخدري والجدري فكان أبواه مؤمنان وحمل على هذه اللغة حديث (لا وتران في ليلة) وقد أقتصر كتاب الصاحبي وكتاب النوادر وكتاب المغنى على نسبة إلزام المثنى الألف مطلقاً إلى لغة بني الحارث بن كعب، وذكر غيرها كنانة وأضاف بعض الكتب قوله: وأهل تلك (الناحية) وأغلب هذه القبائل متجاورة وكنانة التي تشترك في هذا الإجراء هم بنو بكر بن عبد مناة لأنهم هم المجاورون لبني الحارث بن كعب.
ويلحق بما سبق أن كلاً وكلتا في اللغة المشهورة ترفعان وتنصبان وتجران بالياء إذا أضيفتا إلى الضمير وتعربان إعراب المقصور بأن تلزما الألف في جميع الأحوال إذا أضيفتا إلى الاسم الظاهر لكن لغة كنانة - ولا بد أن من شاركوها في المثنى مثلها - تلزمهما الألف دائماً.
والقرآن الكريم جاءت به كلتا في حالة رفع بالألف (كلتا الجنتين) وليس فيه كلتا في حالة نصب أو جُر لتبين استعماله وكذلك (كلا) في القرآن جاءت في حالة رفع (إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أوكلاهما).
٢ - الأسماء الخمسة أو الستة ترفع بالواو وتنصب بالألف وتجر بالياء، لكن كنانة وخثعم وبني الحارث بن كعب - ولابد أن من سبق ذكرهم مثلهم - يلزمونها الألف في الرفع والنصب والجر وقد روي:
إن أباها وأبا أباها ... قد بلغا في المجد غايتاها
وفي البيت شاهد على إلزامهم المثنى الألف.
وقد صرح أبو زيد في كتابه النوادر وأحمد بن فارس في كتابه الصاحبي وغيرهما أن هذه القبائل تقلب الياء ألفاً إذا جاءت ساكنة بعد فتحه ولو كان ذلك في الحرف وقد روي: