للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التقسيم الرائع لعناصر الشيوعية في مصر وغير مصر، وهو تقسيم لا يعدو الواقع الذي تراه العين ويتمثله الفكر ويردده اللسان؛ ولا يعدو الحق حين نرده مع الأستاذ العقاد إلى مصادره الأصلية من التحليل والتعليل ونقيمه على دعائمه الطبيعية من الدراسة النفسية والخلقية!. . . أنا واثق أن هناك (أحراراً وتقدميين) سيشفقون علي من هذه (الرجعية الفكرية) التي أؤيدها بقلبي وقلمي فيما كتب الأستاذ العقاد، ولكنهم لو علموا مبلغ إيماني بهذه (الرجعية) لأشفقوا على أنفسهم من نعمة التقدم والتحرر التي تدفع بكل مثل أعلى إلى الحضيض! حسبهم كما يقول العقاد أنك لن تلقي منهم أحداً يعرف الشيوعية معرفة بحث وتحقيق، فإن وجدت منهم من قرأ بعض الكتب فيها أو أحاط بما نشره كارل ماركس ولنين وغيرهما من (فلسفتها) فلن تجد الباعث له على الإيمان بها فكرة صالحة للإقناع؛ فما من فكرة صالحة للإقناع تقنع أحداً سليم العقل والنفس بتقويض المجتمعات الإنسانية كافة تنفيذاً لحكم قضى به فيلسوف واحد أو مائة فيلسوف!. . . إن العقاد يبلغ الغاية حين يقول: كل فكرة لغط بها كارل ماركس وأتباعه هي في الواقع محل بحث طويل وشك كثير، كلها جدليات في جدليات، ولكن الشيوعي (المفطور) يؤمن بهذه الجدليات إيماناً لا يسمح بذرة من الشك ولا بشيء من الحيطة والمراجعة؛ لأنه لا يؤمن بالشيوعية على قدر ما في عقله من برهان بل على قدر ما في نفسه من الهجوم على الخراب!

أدباؤنا بين الشرق والغرب:

هذا عنوان مقال كتبه الدكتور محمد مندور منذ أسبوعين في جريدة (الأهرام) متحدثاً فيه عن مدى تأثر كتابنا وشعرائنا بالثقافة الغربية في إنتاجهم الأدبي، ولقد ذهب الدكتور إلى أن روح هذه الثقافة قد ظهرت في بعض شعرائنا ولم تظهر في البعض الآخر. . . إن أكبر شاعرين عرفتهما مصر الحديثة في رأيه وهما محمود سامي البارودي وأحمد شوقي قد اتصلا بثقافة الغرب لمعرفتهما باللغة الفرنسية، ومع ذلك لا نكاد نعثر على أثر للآداب الغربية في شعرهما، بينما يظهر هذا الأثر في شعر ولي الدين يكن وخليل مطران وإسماعيل صبري!

إن الذي يدهشني في كلام الدكتور مندور هو فهمه الاتصال بثقافة الغرب متمثلاً في معرفة اللغة! متى كان فهم اللغة وإجادتها دليلاً على أن صاحبها قد نهل من ثقافة هذه اللغة وعب

<<  <  ج:
ص:  >  >>