للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وشهادة تثبت اهتمامه بالشئون الاجتماعية. وفي أمريكا يجمعون بين التعليم المهني والنظري. أما في إنجلترا فالدراسة في الجامعة نظرية؛ وبعد الجامعة يتلقى الطالب التعليم المهني. وفي أمريكا لا يفرقون في الإعداد بين المدرس الأولي والثانوي فشهادتهما واحدة، وإن كان بينهما اختلاف ففي بعض المواد التي يقومان بتدريسها وتبدي أمريكا اهتمامها الشديد بمشاكل البيئة، فكل طالب يكلف ببحث عن البيئة التي يعيش فيها، ثم تقرأ هذه البحوث في اجتماعات خاصة ومن الاتجاهات الحديثة في أمريكا عمل دراسات صيفية يختلف إليها المدرسون في الصيف فتكون الجامعات في الصيف أشبه بخلايا. وهناك عيادات لعلاج عيوب القراءة أو عدم القدرة على النطق. وفي أمريكا خصصت الجامعات مراكز للإيضاح فيحصل المدرس على ما يريد من أشرطة سينمائية أو ملابس أو غيرها بواسطة الأخصائيين. ثم أشارت إلى أن الجامعات في أمريكا يقصدها الشعب من جميع الطوائف من أطباء وتجار وأصحاب مهن؛ فإذا ما اجتمع المدرس بهؤلاء كان عاملاً مهماً في توسيع دائرة فكره. ومن الاتجاهات الحديثة أيضاً العناية بسيكولوجية الطفل المباشر ولا يكتفي بالمحاضرات في علم النفس بل يطلب إلى الطالب أن يلازم بعض التلاميذ إلى البيت والمدرسة وفي ألعابهم وفي غدوهم ورواحهم ويدرسهم على ضوء علم النفس دراسة موضوعية غير مفسرة، ثم تقدم هذه الدراسة إلى الجامعة.

ثم أشارت إلى الحالة في مصر بقولها: إلى أي حد يتمشى في مصر هذا النظام لقد تعددت فيها المعاهد دون ترابط: فهذه معاهد التربية ومدارس المعلمين والمعلمات الأولية والراقية. وإلى جانب ذلك يوجد عدد آخر، فلا شك أنها تشكيلة كبيرة، وهذا ينافي مبدأ الديمقراطية. ولا يزال الكثير منا يدين بالتفرقة بين مدرس المدارس الأولية والابتدائية والثانوية، ويذهب في زعمه إلى أنه لا حاجة بنا إلى إمداد مدة دراسة المعلم الأولى، فعمله لا يحتاج إلى كثرة المعلومات.

وهذا خطأ من الوجه السيكولوجية، فمهمة المدرس خطرة في كل مرحلة من المراحل الأولية أو الابتدائية أو الثانوية، ويجب أن يكون حاصلاً على أكبر قدر من الثقافة. وقد يكون لنا بعض العذر في قبولنا لهذا القدر الضئيل من الثقافة بالنسبة للمدرس الأولى لو كان الغرض هو إيصال المعلومات، ولكنه مدرس ومرب ومنشئ جيل. وختمت السيدة

<<  <  ج:
ص:  >  >>