للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفاضلة المحاضرة بالإشارة إلى حاجتنا إلى تقوية الوعي القومي في معاهد المعلمين، ثم قالت: وعلى المعلم تقع أخطر المسائل، وفي عنقه أعز الأمانات، فإذا نجحنا في إعداد المدرس الصالح فلابد أن ننتصر على كل مشاكلنا التي تعترضنا في التربية والأخلاق.

محمد عبد الحليم أبو زيد

إحياء الجليس:

عهد المجمع اللغوي الملكي إلى لجنة من الأدباء في تحقيق هذا الكتاب للقيام بنشره، والمنتظر من هذه اللجنة أن لا تغفل التعليق عليه بمآخذ العلماء عليه. وإني ناقل كليمة من (سيرة الإمام أبي يوسف للعلامة الكوثري) كمثال لعثرات المعافى النهرواني مؤلف الجليس الصالح: حدثنا محمد بن الحسن بن زياد المقرىء، حدثنا محمد بن خزيمة بنيسابور عن المزني عن الشافعي قال: مضى أبو يوسف القاضي ليسمع المغازي من ابن إسحاق أو من غيره، فترك مجلس أبي حنيفة أياماً، فلما أتاه قال له أبو حنيفة: يا أبا يوسف من كان صاحب راية جالوت؟ قال له أبو يوسف: إنك إمام، وإن لم تمسك عن هذا سألتك والله على رؤوس الملأ: أيها كانت أولاً، بدر أو أحد؟ فإنك لا تدري أيها كان قبل، فأمسك عنه. يقول الأستاذ الكوثري: هذا اختلاق صرف تكذبه شواهد الحال، لأن أبا حنيفة هو الذي يحدث أصحابه في مسانده عن تفضيل عمر - رضوان الله عليه - أصحاب بدر فيما فرض لهم من الديوان على باقي أصحاب الغزوات المتأخرة. وهو الذي يتلو في ختماته ليلاً ونهاراً قوله تعالى (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة) المعروف نزوله في أحد. . .

وصاحب الجلس الصالح يحكي أن المأمون حمل الشافعي على شرب عشرين رطلاً من النبيذ، ففعل ولم يتغير عقله، كما في لسان الميزان: يقول الأستاذ الكوثري: إن الإمام الشافعي لم يلقى المأمون في عهد خلافته ألبتة. فهذا كذب بحت كتلك الأقصوصة. والمعافى النهرواني ليس من رجال التحري في النقل، وكتابه يجمع بين الجد والهزل. وفي سند الحكاية الأولى محمد بن الحسن بن زياد، وهو النقاش المشهور بالكذب. قال الخطيب البغدادي: في أحاديثه مناكير بأسانيد مشهورة. وقال الذهبي أنه كذاب وقال البرقاني: كل حديث النقاش منكر، وقال طلحة بن محمد الشاهد: كان النقاش يكذب في الحديث، والغالب

<<  <  ج:
ص:  >  >>