ويوقض شكوك أتالي فيه. فيشتد الخطر ويفدح الأمر. ولكن جواد يزداد بالله أيماناً وثقه، فيطمئن أمرأته ويتنبأ بسقوط أورشليم وقبيام الكنيسة المسيحية. ثم يأخذ في أسباب التتويج ويحرض اللاوبين على القتال دفاعاً عن الهيكل، وتنشد القيان أناشيد الخوف والرجاء. الفصل الرابع: يعلن الكاهن إلى جواز حقيقة مولده، ويبصره بحقه وواجبه، ويقدمه إلى اللاوبين ولياً لعهد داود، ويأخذ عليهم الأيمان أن يوازروه وينصروه. وما هي الا لحظة حتى يحمل اليه لاوي خبر محاصرة الهيكل بجنود أتالي. فتضطرب جوزابيت جزعاً على جواس، وينظم الكاهن صفوف المدافعين، وتنشد القيلن نشيد الغوث والمعونة من الله. الفصل الخامس: يدخل أبنير الهيكل المحصور سفيراً إلى الكاهن يحمل شروط أتالي الأخيرة وهي تسليم الياسمين، وتقديم الكنز المدفون في الهيكل، فيجيبه الكاهن: لتدخل الملكة فتأخذ ما تشاء بنفسها. ثم ينصب في أثناء ذلك عرشاً لجواس، وتدخل أتالي المكان المقدس يحف بها ثلة صغيرة من الحرس وهي تقول: أين الغلام وأين الكنز؟ فيريها الكاهن جواس على العرش، ويقول لها: هذا كل ما بقى من كنز داود!!! فتحتدم الملكة من الغيظ وتصيح: يا للخيانة!! يا للجند!! ولكن الجنود يأخذهم الفزع فيتمزقون شر ممزق، ويقبض اللاويون على الملكة ويسحبونها خارج الهيكل، ويذيقونها عذاب الموت بما كسبت، ويقول جواد لجواس في كلام طويل:(لا تنس يا ملك اليهود أن للملوك قاضياً جباراً، وللبرئ منتقماً عزيزاً ولليتيم أباً رحيماً.!!) يتنع الزياتحول ١٤ سبتمبر للأستاذ محمد محمود جلال دعوت الله الا أراه القاهرة في الرابع عشر من سبتمبر. وكنت مقيماً بين مزارعي وشواغلي إلى الثاني العشر منه، فجد لي عمل هام يقتضيني سفراً اليها قد يستغرق يومين أو ثلاثة. لست أكره الذكرى، بل أعمل لها، وعقيدتي أن ذكريات المحن كذكريات المنح في نتيجها. لانها تشحد العزائم وتبعد تكرار الأخطاء، وليست ذاكرتي بالضعيفة، وأنما تعذبني في الواقع بشدة أحساسها، ولكنهما خيل إلى أن أعصابي لا تحتمل شنهود العاصمة المحبوبة في ذلك اليوم!!! كبر على أن أشهد المدينة القاهرة الزاهرة التي عاش أهلها في طهارة الأستقرار وعزه، يعيشون منذ ١٤ سبتمبر سنة ١٨٨١ غارقين في رجس الأحتلال وذله. . . ما كدت أصل القلهرة مساء الثاني عشر من سبتمبر حتى أستعرضت برنامج عملي على أن أعجل منه ما أستطيع وأرجئ منه ما لا يضيره إرجاء. فلما أصبحت