للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الأمارة. وقد عدت إلى صبح الأعشى وقرأت ما كتب عنها وما ذكر من أنها نيابة جليلة ونائبها من الأمراء المقدمين وهي تضاهى في الرتبة نيابة طرابلس الشام، وجاء فيه: (فإذا سار (النائب) إلى دار النيابة. . . وضع الكرسي في صدر الديوان مغشى بالأطلس الأصفر ووضع عليه سيف تمجاه سلطانية ومد السماط تحته).

لقد أنصف قسم التاريخ - في شخص الدكتور الشيال - الإسكندرية لأول مرة، وانصف فيها تاريخ مصر الإسلامي. وكم يكون عمله مستكملاً لو كشف لنا أسماء النواب ابتداء من سنة ٧٦٧ هجرية أي في الدولة الأشرقية شعبان إلى زوال الدولة المصرية بانتهاء حكم الغورى.

إنه ليسهل الحصول عليها في نظري، فقد اطلعت في عصر الملك الظاهر برقوق من حوادث يوم الاثنين رابع ذي الحجة سنة ٧٨٩ هجرية (ديسمبر ١٣٨٧ - يناير ١٣٨٨ ميلادية): (خلع الملك الظاهر برقوق على الأمير زين الدين أمير حاج بن الأمير علاء الدين مغلطاي وولاه نيابة السلطنة بثغر الإسكندرية عوضاُ عن الأمير بجمان المحمدي بحكم عزله. وفي يوم الجمعة ١٢ ذي الحجة توجه طلب الأمير زين الدين أمير حاج إلى ثغر الإسكندرية نائباً بها).

وممن ولى نيابة الإسكندرية بزلار بن عبد الله العمري المتوفى سنة ٧٩١ هجرية ترجم له القاضي زين الدين طاهر بن حبيب فقال عنه: (كان أميراُ لطيف المقالة وافر الهمة والشجاعة في كل ملحة شديد القوة في اللعب بالسمهري والحسام نصيب سهامه كل غرض بصوبها عليه).

فهؤلاء رجال الحكم في العهد الإسلامي، وأعتقد أن أسماءهم جديرة بأن توضع على الطرق والشوارع، بل هي أولى من الأسماء الأعجمية التي يواجهها كل من زار الثغر الإسكندري؟ فينظر أليها ويتأسف.

إنني واثق من أن جامعة فاروق ستكشف صفحات خالدة في تاريخنا القومي للمدينة، وتغير رأي الناس فينا.

أكتب هذا وانتظر الشيء الكثير من معهد الإسكندرية الديني وأؤمل أن يبعث رجاله وعلماؤه الحياة في التراث الديني للثغر الإسكندري لكي نتعرف إلى أئمته لزيارة قبورهم

<<  <  ج:
ص:  >  >>