وتبهرنا آثارهم وما خلفوه من ورائهم.
وإليك قطرة من بحر زاخر بالأحبة من السلف الصالح، قطرة من أوائل القرون الأولى:
في ١٧٧ هجرية توفى بالإسكندرية عبد الرحمن بن هرمز الأعرج المدني صاحب أبي هريرة.
١٣٥ - (توفي أبو عقيل زهرة بن معبد بالإسكندرية عن سن عالية. قال الدرامي زعموا أنه كان من الإبدال روي عن أبي عمر وابن الزبير.
١٦٧ - (في أبو شريح عبد الرحمن بن شريح المعافري بالإسكندرية روى عن أبي قبيل وطبقته وكان ذا عبادة وفضل؛ قال السيوطي في حسن المحاضرة ذكره ابن حيان في الثقاة.
١٨١ - (ومات بالإسكندرية يعقوب بن عبد الرحمن القارئ المدني روى عن زيد بن اسلم وطبقته.
٢٨١ - (توفي العلامة أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المواز الإسكندراني المالكي صاحب التصانيف اخذ عن أصبغ بن الفرج وعبد الله بن عبد الحكم وانتهت إليه رياسة المذهب واليه كان المنتهى في تفريع المسائل.
أين علماء الإسلام وحملة أنوار الشريعة المحمدية وأين قضاة الإسكندرية في هذا الزمن، بل أين أصحاب المذهب المالكي؟ ما لهم يخفون هذه الأنوار عنا وراء ظلال المتهجمين على تاريخنا الخالد؟
أقولها كلمة حق: يا قوم إن تسعة أعشار الأيمان قوة وصلابة وشجاعة في برج من أبراج مدينتكم وكان له شبا كان أحدهما يطل على البحر والآخر على المدينة وتردد عليه أسلافكم من الأكابر والأعيان والفقهاء يقرؤون ويستفيدون منه، فهل هد الاعتقال من عزيمته؟ وهل أنقصت الأيام وشدتها من حماسته وشجاعته؟ كان قوة من قوى الإسلام الدافعة، فليكن منكم فريق على سنته وإقدامه. . .
أقول هذا وأمامي أسماء من تولوا القضاء بهذا الثغر في عصور الإسلام الزاهية، أود لو يتسع المدى فأتكلم عن كل واحد منهم، أحقق عصره واخرج من كتب التراجم حياته وآثاره؛ ولا أخص أشهرهم ولا أعلمهم، وإنما بين يدي قضاة الملك الظاهر برقوق وبينهم القاضي جمال الدين الشهير بالحميدي الفقيه الحنفي تولى بعد القاضي همام الدين، ولو