مشهد قاتم. . . هناك حيث تلقى الحياة في خمارها الأسود الذي يحيل البسمات إلى أنات!
أدبنا المصري صورة من بيئتنا المادية. . . فيه ما فيها من طابع الكآبة والخمول، وفيه ما فها من صبغة التكرار والجمود، وفيه ما فيها من سمة المظهر البراق الذي يلوذ بالسطوح ولا يدرك الأعماق!.
إنك تظلم الأديب في مصر حين تدفع إليه بالقلم وهو محروم من مصادر الوحي، وتظلم الفنان في مصر حين تفرض عليه الإبداع وهو بعيد عن عناصر الخلق، وظلم هذه البقعة من الأرض حين تطالبها بإخراج العباقرة وهي خواء من منابع الإلهام!!
أدبنا في الخريف، ونفوسنا في الخريف. . . وذنبنا أننا نتلقف أنسام الربيع من صفحات الكتب ومن أفواه الناس!
ردود قصيرة علي رسائل القراء:
حقيبة البريد في هذا الأسبوع عامرة بالرسائل. . . بعضها شعر بعث به إلى أصحابه ليأخذ طريقه إلى صفحات (الرسالة)، وبعضها الآخر أسئلة من القراء وتعقيبات.
أما الرسالة الأولى فمن الأديب الشاعر يوسف جبرا وبها قصيدة اسماها (صرخة)؛ إنه يسألني عن رأيي في قصيدته قائلاً:(وإن كان فيها خروج على أدب يحول دون نشرها فلماذا لا تحرق (الدبكامرون) و (ألف ليلة) و (اعترافات جاك جاك)؟. .
أود أن أجيب الشاعر الفاضل بأنني من الذين يدينون بالقول المأثور:: ' ' الفن للفن. وقد كتبت في هذا الموضوع مقالاً في (الرسالة) تحت عنوان (دفاع عن الأدب) تعرضت فيه لرأى الفيلسوف الإيطالي نبدتوكر وتشه في أدب الاعترافات عامة وأدب جاك جاك على الأخص. هذا من جهتي، أما من جهة الأستاذ صاحب (الرسالة) فأعرض القصيدة عليه ليرى فيها رأيه. . . في نطاق فكرتها الفنية لا في نطاق روحها الشعرية، لأنها ترضيني في حدود هذا النطاق الأخير.
أما الرسالة الثانية فيها قصيدة أخرى للأديب الشاعر كيلاني حسن سند تحت عنوان (في طريق الحياة). . . في شعر الأديب الفاضل نفحات طيبة تنبئ عن موهبة، وسأعرض قصيدته على الأستاذ الزيات مع قصيدتين أخريين إحداهما تحت عنوان (ذكرى وربيع: للشاعر الإسكندري احمد محمود عرفه، والأخرى تحت عنوان (إلى السودان يا أماه)