للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وغير ذلك من المؤثرات النفسانية التي يعلمها المعنيون بشؤون العمل والعمال.

وقد أفاد تيتو كثيراً من الجولات في طول البلاد وعرضها للتعرف على الاتجاهات السياسية ومبلغ مناصرة الشعب له في موقف الضغط السوفياتي الشرقي ومن السلبية الغربية.

والظاهر أن موسكو والكومنفورم لن تترك تيتو يطبع الشيوعية بطابع قومي محلي وينفر من المركزية الصارمة التي استنتها موسكو لنفسها ولحلفائها. فبالإضافة إلى حرب الأعصاب وتجمع الجيوش الشيوعية على الحدود اليوغسلافية وحملات الدعاية والتشنيع الذي تتعرض له يوغسلافيا وعاهلها فإن تيتو يواجه حركة جدية من المعسكر السوفياتي تبتغي اقتطاع أجزاء واسعة من الأرض اليوغسلافية وضمها إلى قطاعات يونانية وبلغارية وألبانية لتأليف دولة بلقانية شيوعية جديدة تعرف باسم (مقدونيا)

وهذا التحدي السوفياتي لتيتو يلاقي منه صلابة حازمة. والى الآن لم يطلب تيتو معونة من حلفاء الغرب. ولا يبدو أن الحلفاء قد عرضوا عليه هذه المعونة، وكل ما طلبته يوغسلافيا من الحلفاء وغيرهم من الدول الحيادية هو زيادة التبادل التجاري دون التقيد بالتزامات سياسية أو عسكرية.

ومن الجدير بالإشارة إليه أنه بالرغم من هذا الاختلاف الجدي بين تيتو وموسكو فإن الوفد اليوغسلافي في الأمم المتحدة لا يحيد مطلقاً عن الأخذ بوجهة النظر السوفياتية والتصويت بجانب الكتلة السوفياتية في القضايا المعروضة على الأمم المتحدة.

وللمرء أن يتساءل عن المدى الذي قد يستطيع تيتو أن يثبت فيه على هذه الصلابة، وهل سيدفع في هذه المراحل النهائية لمحالفة المعسكر الغربي أم سيخضع لموسكو؟

الجواب في هذه الأيام الحبالى التي تلد كل عجيب. . .

(نيويورك)

عمر حليق

<<  <  ج:
ص:  >  >>