(جاء في الجزء الثالث من دائرة معارف من قواعد فلسفة ديكارت أن ما وجد في الذهن واضحاً جلياً فهو حق يجب أن يسلم به تسليماً) أين هذا من قولهم بالشك في التأريخ والدين وفي كل قديم لأنه قديم وهذا حسبه؟ (لم تكن عظمة ديكارت راجعة إلى أنه شك؛ ولكن إلى أنه اهتدى بالبحث إلى طريق وصله إلى اليقين)(على أنه حين أخذ الشك يساوره كان غلاماً ناشئاً لم تجاوز سنة العشرين (ولما يتم دراسته الجامعية) فشكه حينئذ لم يكن ليحتج به)
ولكنه على كل حال بحث وجد في بحثه حتى توصل إلى أن قال كلمته المشهورة (أنا أشك فأنا إذن موجود) ثم قال بعد ذلك (إني مع شعوري بنقص ذاتي أحس في الوقت نفسه بوجود ذات كاملة، وأراني مضطراً إلى اعتقادي بأن هذا الشعور قد غرسته في ذاتي تلك الذات الكاملة المتحلية بجميع صفات الكمال وهي الله)
وقد اعتذر ديكارت الكهل نفسه عما بدر منه أيام الشباب برسالة صغيرة أخرجها للناس في سن الأربعين بين فيها كيف تخلص من أزمة الشك إلى اليقين بهذه الطريقة العلمية الرائعة التي يعرفها التاريخ باسمه عنوانها (مقال في الطريقة).
ومن أهم مبادئها كما شرحت في دائرة المعارف البريطانية إننا لا نقبل شيئاً ولا نسل به ما لم يختبره العقل اختباراً دقيقاً ويتحقق من وجوده بما ليس فيه أدنى ريب؛ فكل ما كان مصدره الحدس والتخمين يجب رفضه ونبذه قطعاً.
يجب أن يكون بحثنا على الترتيب الآتي من البسيط إلى المركب ومن الصعب إلى الأصعب.
ومن أهم شروط صحة البحث ألا نحكم بصحة رأي أو مقدمة أو خطأ حتى تتحقق من ذلك بالامتحان.
ولو أننا طبقنا هذه الحقيقة على ما يرجف به السادة المشككون باسمه، لقضت على آرائهم في مهدها، ولاستراح الشباب والشيوخ من سفسفاتهم وترهاتهم. . .