التربوية المتوخاة من هذا النشاط أو هي تنسرب نحو أغراض أخرى؟
لا أنسى منظر ذلك الناظر الذي رأيته في مكتب أحد رجال الوزارة الكبار، وهو يتحرق شوقا إلى تشريف الكبير حفلة التمثيل التي ستقيمها المدرسة، أنه يلح على السكرتير في طلب الإذن له، وكل ملامحه تنطق بالأهمية القصوى التي يعقدها على حضور الشخصية الكبيرة حفلة المدرسة. إن الرجل يبغي الظهور بالمقدرة والنشاط أمام الرؤساء وتصور ما وراء ذلك وما سبقه من إعداد.
هؤلاء نفر من الطلاب أختارهم المشرفون لتمثيل الرواية التي تعتزم المدرسة تقديمها على أحد المسارح في آخر العام، وعكف المدربون - وقد يختار بعضهم من خارج المدرسة - على تدريبهم، وكثيرا ما يحتاج الأمر إلى ترك الحصص والدروس للقيام بهذا التدريب في الوقت الذي يستعد فيه جميع الطلاب للامتحان آخر العام. والنتيجة هي أن تنجح الحفلة ويتباهى الناظر. أما الطلبة فسبعه أو ثمانية منهم دربوا على التمثيل تدريبا شاغلا عن بعض الدروس، وباقي الطلاب كل غنمهم مشاهدة التمثيل. . .
وهذا معرض يشتمل على أعمال فنية تنسب إلى التلاميذ، ويعلم الله أن أيدي المدرسين، أو بعض الفنيين من الخارج، هي الغالبة عليها. . . وقد دعيت في هذا الأسبوع إلى حفلة شاي أعدت لمناسبة افتتاح معرض مدرسي، ولا أقدر نفقات الحفلة بقل من خمسون جنيها، ثم نهضنا إلى المعروضات فإذا هي لا تساوي كل هذا الزئاط، ولمحت الطلبة بجوارها لا يفقهون أسرارها، والبركة في شرح المدرسين. . .
لو إن وراء تلك المظاهر ما يدل على أصالة الطلاب فيها وعلى استفادتهم من الدربة عليها استفادة شاملة أو غالبة، لكان الآمر على ما نحب لهم. ولكن يبدو أن مظاهر النشاط المدرسي خطوط متوازية مع الخط الرئيسي وهو السباق نحو الفوز في الامتحان. وكل ذلك دون العناية بما هو في الأصل غاية.
كرسي الاعتراف:
يعيش الكردينال (جيوفاني) أحد رجال الكنيسة بروما، في قصر أسرته العريقة (آل ميدتشي) مع والدته التي تأمل أن يصل الكاردينال إلى كرسي البابوية، ومع أخيه الشاب (جوليانو)، بجوار أسرته (تشيجي) وأسمها (فليبرتا) وهي تحبه. ويحاول (أندريا