الإنفاق على المناظر والاكتفاء بهذا الاسم المدوي في عالم الفن: يوسف وهبي، وهو أي يوسف وهبي يبدو رائعاً بمظهر الكردينال كما ترى في صورته بالإعلان في الصحف وقد رفع يديه فبدت فتحتا القميص الرشيقتان. . . وقد عنى مصور الفلم بالتقاط مناظره في المواقف المختلفة عناية ظاهرة.
والتقتير من جانب يوسف وهبي بتقديم بضاعة قديمة، لا تكلفه عناء ولا مجهوداً ولا عناء، فقد حفظ دوره في الرواية وأجاد تمثيله، وأقوم ما في الفلم إتقان يوسف وهبي في تمثيل دوره الذي مرن عليه في المسرح، ولا آخذ عليه إلا ما ينتابه من الصياح في بعض المواقف دون داع إليه، كما صنع وهو يتعشى أمه منفردين بجو هادئ، إذ هب يخطب فجأة قائلاً أنه لا بد أن يحافظ على مجد (آل مديتشي) ولا جمهور يخطبه غير أمه والمائدة.
ويبدو لي أن هذه الرواية لم تصل إلى السينما حتى كان (زيتها) قد أعتصر. . . فلم تكن تحتمل كل هذا الذي جرى لها في مصر. . . ألم يكن يكفي تمثيلها على المسرح والاعتبار بشكوى (الخشبة) من تكراها عليها حتى تبلى بها (الشاشة) في آخر المطاف؟ أو لم تكن أولى بهذه الجهود السينمائية رواية مصرية جديدة؟ وماذا يهم الجمهور المصري من (آل مديتشي) وحب السيد (جوليانو) واعتراف (أندريا ستروتستي)؟ لقد كان الممثلون أنفسهم - فيما بدا لي - ضائقين بهذا الجو يؤدون أدوارهم فيه (والسلام!) وإلا فبماذا أفسر جمود فاتن حمامة (فليبريا) وفاخر فاخر (جوليانو) وظهورهما في مواقف الفلم كأنهما يتفرجان بمناظر قصر (آل مديتشي) وما حوى من العجائب والغرائب. . . وهما من أقدر الممثلين.؟