وقد قال فيه ياقوت (وكانت له بالعلم جلالة، وبالأدب رياسة وشهرة ديانة وصيانة) وقال الفتح بن خاقان (إنه حجة الأدب وإن له شعراً انتهى منتهاه، وتجاوز سماك الإحسان وسهاه):
وقال ابن خلكان:(كان من العلماء المكثرين من المحفوظات والاطلاع على أخبار الناس.
وقال فيه ابن سعيد:
إمام أهل أدب المائة الرابعة وفرسان شعرائها في المغرب كله) ولقد كان فوق ثقافته العالية في الأدب والتأريخ والفقه والتفسير والحديث، له شغف بالموسيقى والغناء.
طبعات هذا الكتاب:
طبع هذا الكتاب أكثر من أربع طبعات أميرية وأهلية - وكلها - كما يقول الأستاذ الجليل الدكتور أحمد أمين بك:(في العيوب سواء - إذ ملئت بالتحريف والتصحيف والنقص والزيادة حتى كاد يكون شيئاً آخر)
ولقد كان هذا الكتاب هذا الكتاب من الكتب التي قرأناها في صدر شبابنا، وذقنا من أغلاطه وتحريفاته مثل ما ذاق غيرنا. وكم كنا نتمنى - كما يتمنى سوانا - لو أن هذا الكتاب القيم قد خرج في طبعة صحيحة منقحة كما خرج غيره من أمهات كتب الأدب مثل الكامل للمبرد الذي شرحه شيخ الأدب الشيخ سيد المرصفي رحمه الله، وعيون الأخبار الذي طبعته دار الكتب، وكتاب الأغاني الذي لا يزال يطبع أو غيرها.
وحوالي سنة ١٩٣٨ كنت في زيارة الأستاذ الجليل الدكتور أحمد أمين بك في دار لجنة التأليف والترجمة والنشر، فكان من حديثي معه أن اللجنة التي يرأسها قد وجهت أكثر غايتها - وكان هذا يومئذ أمرها - إلى لتأليف والترجمة، ولم تعن بالنشر؛ ولو أنها حاولت نصيباً من جهودها إلى النشر لكان ذلك خيراً للناس ولها. وبخاصة فأن النشر من صميم عملها.
ومما ذكرته لحضرته حينئذ، وحبذا لو اهتمت اللجنة بطبع كتاب العقد الفريد على نفقتها، فأنه لا يستطيع أحد أن ينشره صحيحاً غيرها، فأجابني حفظه الله بأن اللجنة قد أخذت فعلاً في نشر هذا الكتاب وأنها تعد العدة لذلك.