سماحة الخلق ورحابة الأفق وصفاء الضمير. مثل أعلى يجب أن يحتذيه الشباب في أيامهم المقبلة والشيوخ في أيامهم الموشكة على الذهاب!
إن معالي الأستاذ علي أيوب يفتح في سجل الكرامة العقلية صفحة جديدة لم يرها المصريون منذ أمد بعيد. . . صفحة أقل ما يقال فيها إنها مفخرة في ميزان أنصار العهود وأرباب المناصب وأصحاب السلطان. وإلا فمن يدلني على رجل آخر غير علي أيوب قد واجه نداء العاطفة بمنطق العقل، ولقي غواية المنصب بترفع العظيم، وبدد ظلام الحزبية بهذا الضوء الباهر من كرامة القومية؟!
معدن نفسي كريم ما في ذلك شك، معدن هذا الرجل الذي أجمع على نفاسته الخصوم قبل الأصدقاء. . . إنني أشيد بذكره هنا لأنه كرم الأدب والعلم في أشخاص أدباء تربطني بهم صلات من الفكر والروح؛ أدباء لا أرى حرجاً في القول بأنهم يخالفونه في أهوائه السياسية وميوله الحزبية، وهذا هو الخلق القويم الذي يندر أن تجد له مثيلاً في هذا العصر الذي نعيش فيه!
جاشت في نفسي هذه الخواطر وأنا أقرأ عن الرجل العظيم هذه الكلمة الطيبة منذ أيام في إحدى المجلات الأسبوعية:(لا شك في أن معالي الأستاذ علي أيوب وزير المعارف معلم عظيم، يؤمن بما كان أرسطو (المعلم الأول) يؤمن به، وهو أن الخير مصدر العلم كله. فهو يفتح ذراعيه لرجال الأدب والفكر ممن خاصمهم غيره من الوزراء السابقين، ويعيدهم إلى أعمالهم، أو يكرمهم لوجه الخير العام وحده. . . لقد بدأ الوزير عهده بهذا التقدير الرفيع للأدب والعلم في شخص الدكتور طه حسين، ثم أعاد إلى خدمة الدولة الشاعر المبدع علي محمود طه والكاتب المعروف محمد سعيد العريان. وآخر مأثرة له في هذا الباب تعيين الدكتور زكي مبارك في القسم الأدبي بدار الكتب المصرية.
هذه روح كريمة ينبغي أن نسجلها لأننا في حاجة إلى كثير من هذا التسامح المحبب الذي ينسى كل شيء في سبيل المصلحة العامة والذي يضفي على حياتنا المصرية روحاً من الحب السامي نحن أحوج ما نكون إليها. . .)
هذا ما قالته مجلة (الاثنين) في معالي الأستاذ علي أيوب، وإنها لكلمات تشير في مجال الحديث عن مزاياه إلى قليل من كثير!