الطويلة والداء يسري والأزمة تتفاقم والألسنة تضج بالألم والشكوى والصراخ؟ مهما يكن من شيء فإننا نشكر للأستاذ هذه الغيرة تعلى الأوضاع المهدرة وإن جاءت متأخرة؛ ونحمد له هذه الثورة على القيم المشوهة ولا نعفيه من تحمل بعض المسؤولية ومن تقبل بعض العتاب!
لقد كان المازني قاسياً وعنيفاً وصريحاً في ثورته على الصحافة المصرية، فهل يأذن لي أن أكون على شيء من قسوته وعنفه وصراحته حين أنسب إليه بعض المشاركة في هذه الأوضاع التي يهاجمها في غير رفق ولا هوادة؟!. . .
معذرة يا سيدي، فإنا لا أظلمك حين أقول لك إن طريقتك في الكتابة - منذ سنين - لا ترضيني، إنك حين تأخذ على الصحافة إغراقها في تفصيل أخبار الجرائم والخيانات والطلاق والصور العارية، تنسى أنك كثيراً ما تقدم لقرائك مادة فكرية يشهد الله أنك تهبط بها إلى مستوى السواد الأعظم من الأوساط العاديين دون أن تحاول رفعهم إلى مستواك. . . ترى أتذكر ذلك المقال الذي كتبته منذ شهور تحت عنوان (لو أصبحت امرأة)؟! ذلك المقال الذي تخيلت فيه بعض شيوخ الأدب من أمثال طه حسين وهيكل والحكيم في صور نسائية خلعت عليها ما يناسبها من أسماء. . . فهذا (توحة)، وذاك (علية)، وذلك (ميمي)، وغير ذلك مما أذكره هنا على سبيل المثال؟!
هل يستطيع الأستاذ المازني أن يدلني على القارئ الذي يمكن أن يستفيد ويتثقف من أمثال هذه الفكاهات؟!
ومن العجيب أنه يهيب بالصحافة ألا تستغل الغرائز الساذجة أو تهيجها، هو الذي كتب مرة مقالا عن بائعة برتقال أدار فيه الحوار حول أمور جنسية يمنعني من الإشارة إليها وقار (الرسالة)!
أنا والله يؤسفني أن أهاجم المازني، هذا الرجل الذي لمست أدبه وظرفه وتواضعه يوم أن لقيته في مكتب الأستاذ توفيق الحكيم. . . ولكنني لا أستطيع أن أنسى الحق في غمرة هذه الفضائل التي تكشفت لي منها في ذلك اللقاء!
هذا الرجل العظيم وزير المعارف:
يخيل إلي أن ليس هناك من يبلغ بهذا الرجل مبلغ إعجابي به. . . إنه مثل أعلى في