أو اسم المفعول ثم ينتقل فيتصرف في النحت والاشتقاق. . .
وقد أعانت هذه الطرائق في الوضع على توسيع دائرة البلاغة وإنهاض أساليب الكلام، فقد هيأ واضع اللغة للشعراء جملة كبيرة من الوسائل الميسرة لقرض الشعر وتجويده؛ فإعداد مئات من الألفاظ والمترادفات أدى إلى انتعاش القافية في الشعر كما أدى إلى تعدد الأوزان والبحور، ولولا هذه المترادفات الكثيرة لما حصل لدينا هذا الرقم الكبير من البحور والقوافي والتفاعيل، فإن الشاعر إذا لم يجد ملاءمة بين بعض الألفاظ ذات المعنى المقصود وبين وزن التفاعيل استطاع الإتيان بألفاظ أخرى تماشي الوزن وتناسب الروى وتقضي المطلوب. . .
وهناك حروف إن اجتمعت في بعض كلمات دلت على معان متقاربة (فالعين) و (القاف) و (الدال) إن اجتمعت دلت على الشدة والأحكام؛ و (العين) و (الطاء) و (النون) دلت على الإقامة والثبات؛ و (الكاف) و (الراء) تدل على الجمع والترديد؛ و (الهاء) و (الزاي) تدل على الاضطراب والحركة. وهناك حروف إن اجتمعت في كلمات دلت على أنها منقولة إلى العربية من ذلك (الظاء) إذا جاءت بعد (الخاء) وكذلك (الزاي) بعد (الدال). . .
وهناك أسرار وأعاجيب في هذه اللغة المجيدة تثير الدهشة
ذلك تلخيص الكلام عن أسرار الوضع في العربية فكيف يا ترى تيسر لسكان جزيرة العرب أن يؤلفوا لغتهم هذا التأليف المحكم، وكيف كان عليهم أن يضعوا مفرداتها هذا الوضع الفني الدقيق؟!. . .