للقيام على ما تختطه للتثقيف العام من الوسائل الأدبية والفنية. يعيش هؤلاء الأدباء في غمار الموظفين، لا ينالون ما هم أهل له - بحكم مواهبهم وآثارهم النافعة - من وسائل العيش الكريم؛ ومما يتذرع به لتأخيرهم شيء اسمه (الأقدمية) يقدم عليهم من لم تقدمهم السنون في غير العلاوات والدرجات. . .
ومن أولئك الأدباء من أفسدت الحماقة عليه أقدميته، ومنهم من ألزمته حماقته العزلة اليائسة الساخرة، وجعلت هذه الحماقة بعضهم ينتظر ركب الزمن المتواني. والحماقة، بما فيها من الكبرياء، فنون. . .
والخطير في الأمر يا معالي الوزير، أن ما تجره حماقة أولئك الأدباء عليهم يكاد يستنفد الطاقات ويستهلك الكفايات. فهلا أنقذت الأدباء من حماقاتهم وأغضيت عن كبريائهم وبحثت عنهم. . . لتيسر من أمرهم ما يعسرونه على أنفسهم بحماقاتهم، وتقدمهم إلى ما هم خليقون أن ينهضوا به، إتماماً للعمل بتوجيه الفاروق العظيم نحو خير هذا الوطن العزيز.
الصحافة والفن:
ألقى الدكتور محمد صلاح الدين بك محاضرة موضوعها (الصحافة والفن) يوم السبت الماضي في قاعة فاروق الأول بنادي نقابة الصحفيين، فبين أهمية الفنون للمجتمع قائلا بأنها علاج روحي لأمراض الأمم النفسية، ثم انتقل إلى موقف الصحافة من الفن، فقال إن صحافتنا تقدمت تقدماً كبيراً في النواحي المختلفة، ولكنها مقصرة في حق الفن؛ حقاً إن أكثر الصحف يخصص كل منها صفحة أسبوعية للشئون الفنية وتصدر بعض المجلات خاصة بالفنون، وحقاً أيضاً إن النقد في هذه المجلات وفي تلك الصفحات قد تجرد مما كان يسوده قديماً من التأثر بالعلاقات الشخصية، إلا أن الصحافة على العموم تنظر إلى الفن على أنه شيء كمالي، لا تهتم به كما تهتم بالشئون السياسية والاجتماعية، ولا تضع لها فيه خطة تسير عليها كما تفعل في تلك الشئون، وهي لا تعني بالبحوث الفنية من الناحية العملية التطبيقية، فتنظر مثلا هل عناية الحكومة بالفنون كافية أو لا، وهنا ذكر المحاضر أنه تتبع خطب العرش من سنة ١٩٢٤ إلى الآن فلم يجد بإحداها كلمة واحدة عن الفن، وقال إن الصحافة هي التي تستطيع أن تحمل الحكومة والشعب على النظر إلى الفنون باعتبارها ضرورة من ضرورات الحياة، تجب العناية بها كما يعنى بسائر الأمور.