وطبيعي أنه كان ينبغي أن يغير اللبيدو، وهو تيار الحب حينما كان قصده كلما ترعرع الفرد. فهو في البداية يتركز بكليته في الذات، ولكن وظائف الدم تبعث على تحويل التيار إلى نفسها فتغدو محبة لشخص آخر.
وهذا التعلق الأول بالأم جنسي بأوسع معنى الكلمة - ليستبدل به فيما بعد حباً يقوم على تبادل المنفعة والاستحسان.
وإن لم يحوَّل هذا التعلق الأساسي كما يجب، يحار الفرد في ارتقائه الجنسي، ولا تكون شهوته طليقة كما يجب أن تكون لكي تنفذ أو تمر من الأم إلى رفيق الدراسة أو صديق من الجنس ذاته إلى أن تجد أخيراً حبيباً ورفيقاً في شخص ما من الجنس الآخر. وإنه لو تحرر الدافع الجنسي من الأم، لكان عرضة لمقابلة الكبت في اي مرحلة من مراحل النضج والارتقاء؛ ومن ثم يرتد راجعاً إلى الوراء، كمجرى من الماء وضعت أمامه السدود، وينتشر في مساحة أوسع. ويمكن إذن أن يكون الفرد مراهقاً في كل شيء ما عدا الحافز الجنسي الذي يظل في المستوى الصبياني مضافاً إلى ذلك الشذوذ. وقد يكون نوع الكبت موضحاً بواسطة حالة ثابتة.
يضبط صبي في السادسة من عمره وهو يقارن هيكله بهيكل أخته التي تصغره، وبدلاً من أن يتغاضى والداه عن هذا الأمر باعتباره دافعاً طبيعياً للاستطلاع ويوجهانه التوجيه الصحيح بتعليمه الحقائق الواضحة، نراهما يردَّانه عنه بغضب وسخط.
إذن فالارتقاء الجنسي في الولد قُطع دابره من أول الأمر، وبعد ذلك حين يأخذ النشاط الغددي في تنبيه الغريزة والتأثير فيها لازدياد النمو يشعر نفسه (بعدم الأهمية) فالحادث الأصلي يضاف إليه الشعور بالخطيئة والندم وتأنيب الضمير، كل هذا لابد أن ينسي وإلا سيجعله قليل الاهتمام بالجنس الآخر، وبالتالي تقمع شهوته.
وقد ينجذب وراء تعلقه بأمه واتصاله بها. ولكن بما أنه من غير المعقول أن تظهر في نزواته، فإنه يجد بديلا من ذلك في بعض أشياء في لا شعوره يقرنها بأمه. وربما تكون رائحة معطفها أو لمسه إياه حين يكون على انفراد هو الذي يؤنس وحدته. وربما يكون الحذاء الذي تركته خارج باب حجرة نومها هو الذي يؤكد له أنها في الداخل وأنها على