وكما أن أي شيء يتناسب غالباً مع ما يشاركه في العاطفة، كذلك تأخذ الحياة الجنسية لهذا الشاب صورة العادة السرية تحت المؤثرات الفيتيشية، وربما لا يرجع إلى عهد بعيد، ولكنه يرجع إلى أواخر طفولته عندما شعر في نفسه بمؤثر سارحين قاده حب الاستطلاع إلى النظر من خلال ثقب مفتاح (الحمام) وقت أن كانت أخته الكبيرة تغتسل.
واحتمال آخر هو أنه قد يصير محباً لإظهار جسده لغيره غير قادر على اللذة الجنسية السوية، ولكن يتوق إلى عرض نفسه على بنات المدرسة - وأخيراً ينقاد لبعض نماذج من السلوك المخزون في الماضي.
هذه كلها أمثلة للانحراف الناتج عن النكوص ولكننا لم نشر إلى التفسير بعد.
ومتوسط البنين والبنات الذين تتراوح أسنانهم بين الحادية عشرة والخامسة عشرة على جهة التقريب يكونون في مرحلة حب الجنس للجنس حيث يتركز اللبيدو على واحد من الجنس ذاته. وليس معناه هذا أن كل صغير ينغمس في اللذة الجنسية، ولكن معناه أن الاهتمام المتيقظ وأوهام أحلام اليقظة تتركز حول بعض زملاء اللعب أو المدرسين.
وهذه الحالة إن كانت في صورة تبلغ من الصحة والعافية منتهاها يكون صاحبها فيه (شبه بطل) أو يكون (ذا بطش شديد). وهذه المرحلة تندمج بطبيعة الحال في المرحلة الثانية والأخيرة من ميل الجنس إلى الجنس الآخر وضبط اللبيدو وأوصده عن تقدمه كما يحتمل أن يحدث من خوف في الحياة الجنسية ناتج من مشاهدته مشاجرات عائلية، أو عن أي سبب من مئات الأسباب المحتملة للأغراض اللاشعورية، ربما يوقفه (أي اللبيدو) عند مرحلة حب الجنس للجنس. وهنا أيضاً نجد اختلافات وفوارق في الدرجة والطبع.
ويجد بعض محبي الجنس ذاته أن تصور الامتزاج بواحد من الجنس الآخر يبعث حتماً على النفور والاشمئزاز. وآخرون يغالبون شعورهم بكل جهد ليتزوجوا وينسلوا أطفالا.
وبعض الذكور من محبي نفس الجنس تبدو على هيأتهم الذكورة كاملة، ومزاولة الانحراف الجنسي بين هؤلاء كان يشجع عليها قدماء اليونان إذ كانوا يعتقدون أن هذه الارتباطات إنما جعلت للتدريب الصحيح وللجنود الطيبين. ولقد قيل إن حب الجنس للجنس يقابل اليوم بمثل هذا التشجيع في بلدان أخرى ولأسباب مماثلة.