تريد أن تعرف لم فرضت اللجنة نفسها سلطة تنفيذية دائمة، تقرر وتنفذ في كل عام، ولا تعرف الجهات الأخرى في الوزارة التي لها شأن فني في الموضوع، إلا الأوامر تأتي إليها للتنفيذ، حتى سميت (لجنة الأوصياء) وكأن علامة الاستفهام تريد أن تقف باللجنة عند وضعها الفني الاستشاري، وقد تسائلها لم أعطت نفسها حق الاستمرار.
والمتأمل في الكتب التي تقررها اللجنة سنوياً، يرى مؤلفيها (طقماً) ثابتاً لا يأتيه التبديل من بين يديه ولا من خلفه، ولا أريد أن أمس أحداً من أولئك الأعلام الذين تقرر كتبهم، فهم أساتذتنا ومكانتهم الأدبية معروفة وكتبهم نافعة من غير شك. ولكن لم الاقتصار عليهم والاحتفاظ بهم في كل عام، حتى أن من لم يجدد كتابه يقرر له كتاب آخر، كأن المقرر هو المؤلِّف. . .
أنا أفهم من تقرير تلك الكتب أنه يرمي إلى غرضين: اتصال الطلاب بالحركة الأدبية العامة، وتشجيع المؤلفين. والغرضان يقتضيان التنويع في الاختيار بحيث يشمل ألواناً مختلفة من آداب العصر لأدباء مختلفين من مؤلفي العصر، شيوخاً وكهولاً وشباباً. وعندنا طائفة من الأدباء ذوي النشاط المحمود في التأليف قد تقدموا إلى الكهولة، لم لا يقرر الصالح من كتبهم؟ وأذكر منهم - على سبيل المثال - سيد قطب والعريان وعلي طه والخفيف وعلي أدهم ونجيب محفوظ. ولعل هؤلاء أولى بالتشجيع من أولئك المقررة كتبهم لحاجتهم إليه أكثر منهم، ولا شك أن الناشئين وغير الناشئين يجدون في إنتاجهم ألواناً مختلفة محببة.
ويلاحظ أن بين الكتب المقررة كتباً لبعض أعضاء اللجنة ورئيسها الدكتور أحمد أمين بك، وأنا أحب هذا الرجل الكبير، ومما أحبه فيه أفكاره التقدمية المبنية على أساس من ثقافة أصيلة. وليس لهذا علاقة بالموضوع ولكنه استطراد أعود منه لأقول: إني لا أحب أن يسلبني ذلك الحب حريتي في تناول الموضوع بما أراه. بين الكتب المقررة (زعماء الإصلاح في العصر الحديث) وكانت اللجنة قد قررته في العام الماضي قبل أن يطبع؛ قررته في إبريل وظهر في أغسطس، وبينها (المهلهل) ومؤلفه الأستاذ فريد أو حديد بك عضو اللجنة. وقد يكون بينها كتب أخرى لأعضاء آخرين لم ألتفت إليها، وهذا المثالان يكفيان لما أمري إليه، وهو أن هؤلاء السادة يحكمون بذلك لأنفسهم مهما قيل في تبرير