إلى مصر. ولم يقل أحد من المؤرخين أنها تركت مقدونياً وحضرت إلى مصر، بل أجمع المؤرخون على أن بطليموس أحد قواد الاسكندر أراد أن ينفذ وصية الاسكندر عندما وصى بأن يدفن في واحة سيوه بجوار أبيه آمون رع. وقد حار المؤرخون في أمر معرفة إن كان تابوت الاسكندر نقل حقيقة من بابل إلى مصر. ولما أشاع بعض المؤرخين أن تابوت الاسكندر موجود في مصر وعين بعضهم موضعه في شارع النبي دانيال قام المغفور له الأمير عمر طوسون بعمل حفريات على مقربة من مسجد النبي دانيال فلم يعثر على شيء.
إن الرجوع إلى بعض المؤرخين العرب مثل المسعودي وابن خلكان والخطيب في جميع الحوادث القديمة وعلى الخصوص فيما تعلق منها بغير العرب من إغريق ويونانيين ورومانيين وغيرهم وغيرهم غير مأمون العواقب، لأنهم لم يحققوا ولم يدققوا بأنفسهم كما فعل المؤرخون الإفرنج، لأنهم يكتفون بنقل ما يقوله من سبقهم نقلاً بغير تحقيق وبغير تدقيق. فقول الأستاذ كاظم بأنه (لا يخفى ما لابن خلكان والخطيب من شهرة واسعة في عالم التاريخ وما لديهما من خبرة ودراية بشئون الأمم القديمة وأحوال ملوكها وأيامها وغير ذلك) لا يكفي لاعتماد ما يقولونه بغير بحث وبغير الرجوع إلى أبحاث العلماء الذين بحثوا وحققوا ودققوا وأصبحوا ثقة فيما يكتبون وفيما يقولون. . .