وحين أنتقل إلى الرسالة الرابعة أشعر أن إخواني في الجنوب قد بلغوا الغاية في الوفاء للخلق والعقل. . . كان الأديب الفاضل عبد الله شلبي من (عطبرة - سودان) يقدم الدليل على هذا السمو الخلقي والفكري في ثنايا رسالته. أما الجواب عّما سألني عنه حول شخصية الأستاذ توفيق الحكيم الفنية فيستطيع أن يستخلصه مما كتبته عنه على صفحات (الرسالة)، لأنني قد تعرضت لهذا الجانب من جوانب شخصيته في الكلمة التي جعلت عنوانها (الفن بين واقع الفكر وواقع الحياة). وأقول لصاحب الرسالة الخامسة الشاعر الفاضل جعفر عثمان موسى (كوستي - سودان) إنني قد قضيت مع شعره لحظات تذوق ودراسة، وسأوافيه برأيي في رسالة خاصة.
أما الرسالة السادسة فأشكر لمرسلها الشاعر الفاضل محمد العديسي نبيل عاطفته وعاطر ثنائه، وأقول له إن الكلمة التي كتبها صديقي الأستاذ عباس خضر رداًعلى رسالته إليه قد خفف من وقعها وضوح القصد في رسالته إليَّ. . . ولهذا يبادر الأستاذ خضر بشكر الشاعر الأديب مثنياً على هذه الروح المثالية. وهذه هي الرسالة الأخيرة من الأديب الفاضل عبد الرحمن أحمد شادي الطالب بالأزهر، أنها تحمل سؤالاً ينتظر الجواب عن رأي لشوبنهور ورد في كتاب (قصة الفلسفة الحديثة) للأستاذ أحمد أمين بك والدكتور زكي نجيب محمود. . . أرجو أن يتسع وقتي للرد على سؤال الأديب الفاضل في الأيام المقبلة، لأن التعقيب على آراء الفلاسفة يحتاج إلى كثير من الوقت والجهد والعناء!
(مقاتل الطالبيين) لأبي الفرج الأصفهاني:
إذا قلت عن هذا الكتاب إنه كتاب قيم فلا أعدو الحق والواقع. . . حسب القارئ أن يكون مؤلفه هو أبو الفرج صاحب (الأغاني) وحسب أبي الفرج أن يكون (الأغاني) مشيراً إليه ودليلاً عليه. أما محققه الأستاذ السيد صقر فشاب يظن بوقته على أن ينفق فيما لا فائدة منه ولا خير فيه، كما يفعل كثير من شباب العلم في هذه الأيام. . . وإنما ينفقه في البحث والتنقيب والتحقيق ليقدم إلى قراء العربية من حين إلى آخر ما يقع عليه من نفائس الآثار الفكرية في التراث العربي القديم؛ يقدمها خالصة من الشوائب في حدود ما بين يديه من مصادر تتصل بموضوع تحقيقه من قريب أو من بعيد: أما موضوع الكتاب فتدرك أهميته