ديمقراطية يؤمن بها الحاكم ويستشعرها المحكوم، ويلتقون جميعا في رحابها كأكرم ما يلتقي الإنسان الكريم بالإنسان الكريم وما أروعها من أرض تلك التي تنبت الحرية ليجني ثمارها الأحرار ضع أي رجل من رجال (الكرملين) في مكان كليمنت أتلي، وضع بعض الطلبة من الروس في مكان بعض الطلبة من الإنجليز وتصور ما حدث هنا وقد حدث هناك! إن في مجاهل سيبريا متسعاً للجميع. . . وهذا هو مفرق الطريق بين نعيم الديمقراطية وجحيم الشيوعية!
إلى المضللين من أصحاب الأفكار المنحرفة في مصر نهدي هذه القصة، ونهدي إلى المثقفين منهم - وما أقلهم - كتابين يصوران هذا الجحيم الشيوعي خير تصوير، وإن كان أحدهما قد نقل عن رأي العين بينما نقل الآخر عن رأي الشعور. . . (أثرت الحرية) للكاتب الروسي كرافتشنكو، و (الأيدي القذرة) للكاتب والفيلسوف الفرنسي سارتر!!
بعض الرسائل من حقيبة البريد:
هناك أصدقاء مجهولون يكتبون إلي من حين إلى حين. . . لماذا يؤثرون أن يظلوا مجهولين وهم أصدقاء؟ إنني أود من الكاتب المجهول (س) الذي بعث إليَّ برسالته الكريمة حول قصة (من وراء الأبد) أن يكشف عن شخصيته لأرد على تحيته.
وهذه رسالة أخرى نبيلة الهدف جليلة الغاية من (حلفا - سودان) يقترح علي مرسلها الأديب الفاضل الطيب عبد الله جلال الدين أن أطلب إلى الدكتور طه حسين والأستاذ العقاد أن يكتب الأول كلمة في (الرسالة) عنوانها (أخي الزيات) وأن يكتب الثاني كلمة أخرى عنوانها (مصطفى صادق الرافعي) ليتحقق الصفاء في الأدب عن طريق الصفاء في النفوس. . . أود أن أقول للأديب الفاضل إن الكلمة التي ينتظرها من الدكتور طه عن الأستاذ الزيات ستلقى قريباً عندما يستقبل مجمع فؤاد الأول للغة العربية صاحب (الرسالة) بمناسبة اختياره عضواً في المجمع؛ أما الكلمة الأخرى فلعل الأستاذ العقاد يكتبها يوماً ما. ومهما يكن من شيء فقد حسم الموت ما بين الرجلين من خلاف. أما الرسالة الثالثة فتحمل إلي من (من الخرطوم - سودان) تقديراً كريماً أرده لصاحبه شكراً خالصاً وهو الأديب الفاضل أحمد عوض محمد الموظف بالبنك الأهلي المصري، وكم أود أن يرجع إلى بعض مؤلفات الأستاذ سلامه موسى ومقالاته ليدرك سر نقمتي على أفكاره المنحرفة، هذه الأفكار