٦ - أما أهم كتاب له فهو المثل السائر الذي حاول أن يضبط فيه قواعد البلاغة، ونهج في تأليفه نهجاً أدبياً عملياً، لا نظرياً جافاً، وملأه بالأمثلة وبيان مواضع الجمال، ونقد مواطن القبح، وعقد الموازنات، وهو يعد من أسس كتب البلاغة، وكان لهذا الكتاب وقع كبير في الدوائر البلاغية فعندما وصل هذا الكتاب إلى بغداد انتقده المدائني بكتاب سماه الفلك الدائر على المثل السائر، وانتصر أبو القاسم السنجاري المتوفي سنة ٦٥٠ للمثل السائر، فألف كتاباً سماه نشر المثل السائر وطي الفلك الدائر؛ وتستطيع أن ترجع إلى كشف الظنون لترى ما أثاره هذا الكتاب من دراسات.
٧ - وكتابه الوشي المرقوم في حل المنظوم منهج تطبيقي لفكرته التي يدعو إليها؛ ذلك أنه يرى الكاتب محتاجاً لحفظ القرآن الكريم والأخبار النبوية والأشعار الكثيرة بقدر المستطاع.
وفي هذا الكتاب يبين بطريقة عملية كيف نستفيد مما نقرأ ونحفظ في ترقية أسلوبنا والثروة في معانينا، ولو أن اللفتات التي نبه عليها ابن الأثير، في المعاني والعناية بها، وكيف نستنبطها، ونبتكرها سارت في طريقها، ولم تعقها الدراسات النظرية المحضة لكان لبلاغتنا اليوم شأن جد رفيع.
وله بدار الكتب:
٨ - كتاب مؤنس الوحدة، جمع فيه أشعاراً وأخباراً في المدائح والأوصاف والتشبيهات.
٩ - كتاب المفتاح المنشا لحديقة الإنشا، بدأه مبيناً فضل صناعة الإنشاء وأنها أشرف صناعات الممالك، (فهي اليد اليمنى التي بها الأخذ والعطاء، والمنع والإمضاء، والقبض والبسط)، فلا جرم كان من الواجب أن يختار لهذه الصناعة رجل تتوافر فيه صفات خاصة بين عقلية وخلقية وثقافية. ورتب الكتاب على بابين: أولهما في مراتب الكتب والمخاطبات، والثاني في الأدعية والانتهاءات، فذكر ما تبدأ به الرسائل، والألقاب التي يخاطب بها المرسل إليهم، والدعاء لهم. وذكر فصلا في الأدعية لأرباب غير الملة الإسلامية؛ وأورد الصيغ التي يقدمها الكاتب بين يدي مراده، كما شرح فيه كثيراً من ألوان المحسنات البديعية.
ولابن الأثير شعر قليل، لا يضارع قوة نثره، ولعل من أجوده قوله:
وساءلتموني عندكم كيف حالتي ... وذلك أمر بين ليس يشكل.