سبيل إسعادها. . . إذ الحب المثالي العميق يقضي عليك في هذه الحالة أن تقدم إليها باقة الزهور، ولو أنك؟؟؟ لتناست ذلك القبر الكئيب البغيض الرابض في صحراء الإمام، ولأصبح مع الأيام طيفاً ضئيلاً وبالتالي تمسي وأنت مسيطر على أحاسيسها ووجدانها مالكاً كل قلبها بأطيافه وأحلامه هذا إذا فرضنا جدلاً أنها مازالت تحن إلى أملها الأول، ولكنها وهبت لك قلبها وأخلصت لك الحب طيلة مدة الزواج، بدليل أنك لم تستشف من خلال شعورها أن هنالك طيفاً يملأ فراغ قلبها وتتشوق إليه بقلب مفجوع وأنت صاحب الشعور والنظرات العميقة، ولو لم تكن تلك العودة لما اكتشفت سرها الذي لم يكن إلا وفاء بعهد.
ألم تشعر أخيراً يا سيدي أنك سببت لها نكبة أخرى فوق نكبتها الأولى، وسببت لك لوعة تصرخ بين الضلوع كلما عاودتك ذكرها؟. . . أنا في انتظار جوابك.
محمد دوبلة
عمان - شرق الأردن
أود قبل كل شيء أن أشكر للأديب الفاضل هذه العاطفة الكريمة النبيلة التي أملت عليه هذه الكلمات. . . الحق أنني لم أتلق في حقيبة البريد أجمل من هذه الرسالة ولا أطرف حول قصتي (من وراء الأبد)؛ هذه القصة التي حركت مشاعر الأديب الأردني الفاضل وأثارت شجونه، حتى دفعته إلى أن ينقل إلى هذا الفيض من المشاركة الوجدانية العميقة التي عشت في أجوائها يوم أن عكست من الحياة على الورق مأساة فنان جني عليه الخيال!
لقد ظن الأديب الفاضل أن القصة قصتي الذاتية، ولعل هذا الظن قد استقر في نفسه من أن القصة كانت في رسالة. . الحق يا صديقي أنني قد نقلت القصة من حياة الناس حيث ألف القدر فصولها لا من حياتي! وصدقني إذا قلت لك إنني مازلت واقفاً على الشاطئ أرقب كل زورق حالم يمخر عباب النهر المقدس، منتظراً أن تدفع أمواج السعادة إلى شاطئ بالحلم الجميل الكبير، بالزورق الذي يمكن أن يحمل إلى أعذب أماني العمر. . وأعني بها رفيق القلب وشريك الحياة! متى تتحقق الأحلام؟ متى تتألق الأيام؟ لست أدري!!
لفتة إنسانية للأستاذ العقاد:
قرأت في (المصور) منذ أيام مقالا تحليلياً للأستاذ العقاد حول نفسية المنتحر، وقد كتب