للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ويقرؤون لنا، ونبدي الرأي فيما يكتبون كما يبدون آراءهم فينا، وجملة القول أن نعاملهم معاملة أدبية كاملة تعود علينا وعليهم بالفائدة المرجوة في عالم الفكر والأدب والاجتماع.

ولست أدري من المسؤول عن الانقطاع الحالي بيننا وبين أبناء العمومة في عالمهم الجديد، ولكنا نذكر هذا الانقطاع فنتألم له، في الوقت الذي نرانا فيه نسعى إلى توثيق الأواصر الثقافية بين جميع بلاد العالم ما عدا العالم العربي في أمريكا، ولنا مكاتب ثقافية في لندن وباريس وواشنطون للتعاون الثقافي بيننا وبين هذه البلاد، فليت وزارة المعارف تنشئ مكتباً على غرار هذه المكاتب في إحدى العواصم الجنوبية بأمريكا حيث تكثر الجاليات العربية، ويكون من عمل هذا المكتب تحقيق التعاون والتبادل الأدبي بيننا وبين أدباء المهجر، كما يعمل على إمداد المعاهد العربية هناك بما تحتاج إليه من مؤلفات وأساتذة.

والإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية، لماذا لا تمد يدها إلى هناك؟ وهي غير مقصورة على الدول المشتركة في الجامعة فالمفروض فيها أن تخدم الثقافة العربية في كل مكان، ويا حبذا لو ضم (متحف الثقافة العربية) شيئاً مما هناك، وهي ترسل بعثات المخطوطات إلى مختلف البلاد الغربية والشرقية فلماذا لا ترسل بعثة لرياد الثقافة العربية المعاصرة في البرازيل والأرجنتين وتشيلي؟

وليس الاتصال المنشود بين البلاد العربية وبين أبنائها في أمريكا، مقصورة فوائده على الآداب والثقافة، بل هو إلى ذلك يخدم قضايا العرب في الهيئات العالمية، وإنهم ليستجيبون لداعي القومية العربية بدافع الشعور المشترك الذي يعززه تنظيم العلاقات، ويتحقق لنا بذلك ما لا نبلغه باستجداء الأمم الغربية التي تخذلنا لقرب مشاعرها من خصومنا.

ونحن نرى الدول الغربية تعمل دائبة على نشر لغاتها وثقافاتها في خارج حدودها وخاصة في بلادنا الشرقية، وهي ترمي بذلك فيما ترمي إلى توسيع نفوذها وكسب أصدقاء موالين لها، فما أجدر البلاد العربية أن تعين تلك الجاليات العربية الكبيرة في العالم الجديد، على تعزيز لغتها وثقافتها العربيتين. ولن يحتاج ذلك فيما أعتقد إلى جهود وأموال كبيرة، بل يكفي القليل مع العناية بتنسيق وسائل التبادل والاتصال.

تقدير وتبعات:

في غمرة الأسى على فقيد فن التمثيل المرحوم نجيب الريحاني يستطيع المرء أن يلاحظ

<<  <  ج:
ص:  >  >>