للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- حسن، كلا. . . في الواقع.

- لقد وصلت مساء أمس. وأخوك يرسل إليك تحياته. وهو - على فكرة، سأجعلك تضحك - لقد أراد أن يبعث إليك بكتاب يقدمني فيه إليك!. . . فقلت (ماذا! كتاب تبعث به إلى جيجي الصغير؛ ألا تعلم أني أعرفه قبل أن تعرفه أنت؟ نحن صديقان منذ الطفولة، ورفيقان في الدراسة الجامعية ألا تذكر بادوا القديمة الشهيرة؟ وذلك الناقوس الضخم الذي لم تكن تسمعه مطلقاً؟ فقد كنت تنام مثل - مثل - ماذا أقول - مثل الزغبة! أظن كان يجب أن أقول، كالخنزير. حسن. . . وعندما سمعته - مرة واحدة - حسبته إنذار حريق. . . ما أحلى تلك الأيام! إن شقيقك في صحة جيدة، وشكراً لله، فنحن مشتركان في عمل صغير. وأنا هنا من أجله، ولكن، ماذا بك؟ إنك تبدو كالجنازة أمتزوج أنت؟

فأجب جيجي ميار في دهشة وشدة - كلا يا عزيزي!

- على أهبة الزواج؟ - أمجنون أنت؟ بعد سن الأربعين؟ يا إلهي؟ كلا. لم أفكر في ذلك مطلقاً.

- أربعون! إنك تبدو في الخمسين أيها الصغير جيجي.

ولكن، لم لا؟ لقد كدت أنسى أن وجه غرابتك هو في أنك لا تسمع ما يحدث - من الأجراس والسنين. خمسون يا صديقي العزيز، خمسون سنة، أؤكد لك ذلك. لقد ولدت. . دعني أفكر. . في أبريل عام ١٨٥١، أليس كذلك؟ ١٢ من أبريل.

وصاح ميار قائلاً في لهجة من التأكيد - لا تؤاخذني، في مايو. ولا تؤاخذني أيضاً عام ١٨٥٢، أتعرف أحسن مني؟ ١٢ مايو سنة ١٨٥٢، وعلى ذلك فسني الآن ٤٩ سنة وبضعة أشهر

- وبلا زوجة! هذا عظيم! أنا متزوج، ألا تعرف؟ آه، بلى، إنها مأساة. سأجعل جانبيك ينفجران من الضحك، وفي أثناء ذلك، سأعتبر نفسي بالطبع، مدعواً للغداء عندك. أين تأكل هذه الأيام؟ ألا زلت تقصد مطعم باربا القديم؟

وتعجب جيجي في دهشة بالغة وقال - يا إلهي، أتعرف أيضاً أني أذهب إلى باربا؟ أظنك كنت من رواده.

- أنا، عند باربا!؟ كيف أكون هناك وأنا في بادوا؟ لقد علمت وسمعت عن ذهابك أنت

<<  <  ج:
ص:  >  >>