دراسته الجامعية. واستعرض في مخيلته أصدقاءه الحميمين كل من كان يعهدهم في تلك الأيام، دون ان يطابق أحدهم ملامح هذا الرجل. على أية حال، أنه لا يجرؤ على سؤاله، فقد كان يخشى أن يجرح شعوره بعد أن بدت منه كل هذه المودة. فعزم على أن يعرف الحقيقة عن طريق اللف والمداورة.
ومكثت الخادم مدة طويلة دون أن تستجيب إلى قرع الباب فقد كانت لا تتوقع أوبة سيدها سريعاً. وقرع الباب مرة أخرى وأخيراً وقع أقدامها.
وقال لها ميار: ها أنذا قد عدت ثانية أيتها الفتاة العجوز ومعي رفيق فاعتني به، وانتبهي، فلا يقبل مزاحاً مع صديقي هنا، صديق ذي الاسم الغريب. . .
فقال الرجل وهو يضحك مما جعل المرأة لا تدري هل تشاركه ضحكة أو تعبس في وجهه:(إنسان متسلسل من تيس بقرنين ولحية!). ولا يميل أحد إلى التعرف بذلك الاسم الجميل، اسمي أيتها الفتاة! لقد جعل وجوه مديري البنوك تلتوي، والدائنين يترنحون. ما عدا زوجتي. كانت مسرورة به. إنه الاسم الوحيد الذي وهبته لها. ادخل يا جيجي، ودعني أرى رياشك ومتاعك المسكين. .
وقاده ميار وقد خاب أمله من جراء فشله في معرفة اسمه، وجعل يطلعه على شقته الصغيرة وغرفها الخمس، وقد امتلأت بالرياش في عناية وترتيب. وزاد عذابه في غرفة الاستقبال عندما سمع صديقه يتحدث في مودة كبيرة عن أشيائه العائلية، ويتطلع إلى الصور القائمة فوق الموقد ويقول:
- وددت يا جيجي الصغير لو كان لي زوج أخت مثلك. لو عرفت أي وغد تزوجت أختي؟
- أيعامل شقيقتك معاملة سيئة؟
- كلا، بل يسيء معاملتي أنا. لقد كان من الهين عليه أن يساعدني في عسري. ولكن لا، ليس هو الذي يفعل ذلك.
- أرجو المعذرة، إني لا أذكر اسم زوج شقيقتك.
- لا داعي للاعتذار. إنك لا تذكره؛ لأنك لا تعرفه. إنه لم يقدم إلى بادو إلا منذ سنتين. أتدري ما الذي فعله بي؟ إن شقيقك كان رؤوفاً بي ووعد أن يساعدني، إذا قبل هذا التعس أن يبدل سنداتي - ولكن صدقني، لقد رفض أن يفعل ذلك. وشقيقك، مع أنه غريب، قبل