بعض المربين عن شروط النجاح فقال: ثلاثة: أولها المثابرة، وثانيها المثابرة، وثالثها المثابرة.
كما أن التفاؤل يجب أن يكون رفيق المرء في هذا الطريق، لأن التفاؤل يبعث في النفس سروراً، والسرور يضاعف قوة المرء على الاحتمال، وعلى تخطي الصعاب والعقبات؛ وليس معنى التفاؤل تقدير النجاح في كل خطوة، ولكن معناه تقدير النجاح النهائي، واعتقاد أن الفشل عارض من المستطاع التغلب عليه.
هذا، وعلى من يريد المثل العليا أن يحاسب نفسه في الحين بعد الحين، ليرى مقدار ما قطع من الطريق، ومدى نجاحه في خطته؛ ليعدل منهجه إذا احتاج إلى التعديل، ويستفيد من أخطائه إذا هفا وزل.
ومن ذلك يتبين أن المثل الأعلى ليس أمنية تتمنى، ولا أملا يرجى، ثم يقف المرء عند التمني والرجاء:
فما طلب المعيشة بالتمني ... ولكن ألق دلوك في الدلاء
فهو هدف يجاهد المرء في سبيله، ويكرس له حياته واضعاً نصب عينيه قول أبي تمام:
بصرت بالراحة الكبرى فلم أرها ... تنال إلا على جسر من التعب