للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الداخلية والأحشاء. وقد يرى تورم بالمائعات في الدماغ وزيادة في السائل الذي تحت الطبقة العنكبوتية في أغشية الدماغ، ويرى في حجيرات الدماغ التغيرات الخاصة المشاهدة في الحمى العالية.

وإن تعريض الرأس والعلياء لأشعة الشمس المباشرة في المناطق الاستوائية - قد قيل أنه يسبب مرضاً شديداً قد يكون مهلكا يسمى بضربة الشمس.

والظاهر أن الإصابة تسببها الأمواج الحرارية؛ أما الأشعة الفوق البنفسجية فلم ينهض دليل علمي على تركها أثراً ضاراً في المجموعة العصبية إذا جردناها من أمواج الحرارة التي تصحبها. وفي غالب الظن أنه لا يوجد مرض مستقل منفرد متميز من ضربة الحرارة يصح أن نطلق عليه اسماً خاصاً هو (ضربة الشمس)

أما سير الحوادث فيظهر كما يلي: إن الحرارة الخارجية عندما تتجاوز حرارة البدن فإن إنعاشه بالتعرق الذي يبرده عندما يتبخر العرق - يكون العامل الوحيد والواسطة الفعالة لتنظيم درجة الحرارة. فإذا انهار هذا الجهاز وأصابه العجز فإن الحرارة سترتفع وتسبب الحمى العالية مع نتائجها المتلفة المسببة للهلاك.

ولا فرق في إحداث ضربة الحرارة بين أن تكون ناتجة من سير الإنسان في الشمس أو عمله في غرفة وقاد السفينة أو في غرفة شديدة الحرارة رديئة التهوية (تعددت الأسباب والمرض واحد) وبعد مدة ما من التعرض للحرارة نصل إلى حالة العجز من التخلص من الحرارة الداخلية الزائدة فيصاب بالعطل والعجز جهاز التعرق ويعتري القلب الوهن ويقع ارتفاع لا بد منه في درجة الحرارة الجسمية. أما أثر القبعة الصيفية والمظلة وأشباههما فهو مجرد تقليل ما يأخذه الجسم من الحرارة الخارجية؛ أما تناول الثلج والماء المثلج ورش الماء البارد على الجسم والمراوح - فكل هذه وسائط لزيادة تضييع الحرارة من الجسم وتخليصه منها.

وبينما تجد عجز البدن عن التعرق يؤدي إلى ضربة الحرارة فإن التعرق الزائد الغزير يسبب في عضلات الأطراف والبطن تشنجها واعتقالها الوقتيين، وهذا لا علاقة له بجهاز تنظيم الحرارة لكنه بسبب إضاعة ملح الكلوريد من الجسم بواسطة الرشيح العرقي مما يؤدي إلى اختلال في توازن الصوديوم والبوتاسيوم في البدن، ومن الممكن مداواة تلك

<<  <  ج:
ص:  >  >>