تسبب بعض الاختلاف، وإن المرضى المعرضين لعملية جراحية خطيرة خلال فترة تمر فيها موجة حرارية على البلاد - قد يموتون بالضربة الحرارية. وقد أجريت تجارب مهمة على الحيوانات بتعريضها لضربات حرارية. وقد لوحظ أثر تغيرات الدم الكيماوية مما يطول شرحه. وقد يموت المريض من ضربة الحرارة بمباغتة مرعبة، وقد يسقط فاقداً شعوره وهي الحالة المعروفة بداء السكتة الحرارية. وهذه الحالة شائعة الوقوع في الجنود الذين يجبرون على المسيرة المتعبة في المناطق الاستوائية، وحتى في الحالات الأقل مفاجأة قد يصبح المريض بسرعة فاقداً شعوره.
وفي الإعياء المسبب بالحرارة قد تجد الجلد رطباً، ولكن في ضربة الحرارة من المعتاد أن تجده جافاً ومحرقاً بحرارته الشديدة، ويظهر عجز المريض عن التعرق. وقد ينتابه تهيج شديد حتى قد يبتلى بجنون حاد. وقد تصعد درجة الحرارة درجات عليا، ولكن ليس ذلك في كل وقعة. وفي الأدوار الأخيرة تصبح الحرارة أقل من الطبيعية. وإذا استعاد المريض صحته وعوفي فقد يصاب بعطل عصبي أو عقلي دائمين.
ويقول (كرين) في كتابه أن تعريض كل الجسم لحرارة عالية خارجية خاصة إذا اجتمع إلى ذلك رطوبة الجو - ربما يؤدي إلى الإصابة بالضربة الحرارية وهو الأمر المشاهد في وقادي الآلات البخارية العاملين في غرف المكائن في البواخر الماخرة في المناطق الاستوائية. وفي فرق الجنود في مسيراتها في الأجواء الشديدة الحرارة أو إذا عسكرت في تلك المناطق. ويحدث ذلك بصورة طفيفة في السكان المدنيين الذين يقومون بأشغال ومساعي اعتيادية، ولكن في جو رطب شديد الحرارة. وإن من العوامل المهيئة للإصابة بضربة الحرارة العمل الشاق والإفراط في السكر والملابس الغير الصالحة. في الحالات الشديدة يحصل تدهور وانحطاط فجائيان في القوى وتضييع للشعور مع هذيان وتشنجات عضلية، وأخيراً إغماء. وقد ترتفع حرارة الجسم إلى درجات عالية فقد تبلغ (١٠٨) أو (١١٠) وهي نهايته ويقال أن المريض مصاب بحمى فوق المعتادة.
وفي الدرجات الأقل عنفاً قد يحصل انتهاك في القوى وعسر في النفس وازرقاق اختناقي، بينما نجد في الحالات الطفيفة - تعباً وصداعاً وحمى خفيفة، وإذا شرح جسم الميت بالإصابة الحرارية لا يوجد تغيرات مرضية ثابتة ما عدا الاحتقان الشديد في الأعضاء