بضربة الحر تتوقف على الرطوبة وتختلف باختلاف الأشخاص؛ وإن تخليص الجسد من الحرارة الفائضة يتم بفعل قابلية الجلد للتعرق؛ إذ أن الرشيح العرقي يتبخر فيجذب الحرارة من الذي يتبخر منه فينتعش الإنسان. غير أن بعض الناس يقل عرقهم، وإن درجة حرارة الجسم الطبيعية هي حوالي ٩٨ , ٥ فهرنهايت؛ فإذا تشبع الجو ببخار الماء لحد الإشباع وارتفعت حرارته إلى التسعين فهرنهايت سبب ذلك أن ترتفع حرارة الجسم ارتفاعاً جامحاً لا يضبط ولا يسيطر عليه جهاز تنظيم الحرارة فيه؛ وعندما تتجاوز حرارة الجو حرارة جسم الإنسان تتوقف عملية تخليص البدن من حرارته الفائضة الداخلية - بواسطة الإشعاع أين تشع الحرارة إذا كان المحيط أزيد حرارة فيغدو عند ذاك - التعرق لتبريد الجسم بواسطته هو المعول الوحيد لإضاعة الحرارة المتراكمة فيه.
وقد يفرق الأطباء بين الإعياء وانهيار القوى المسببين بالحرارة الخارجية - وبين ضربة الحرارة. ولكن البروفيسور (بويد) يرى من الصعب التفريق بينهما إذ هما مرحلتان لمرض واحد. ففي الانهيار المسبب عن الحرارة الخارجية يحصل إجهاد عنيف لماكنة تنظيم الحرارة في الجسم فيهجم عليه الضعف والاصفرار والذهول وهبوط ضغط الدم، وإذ ذاك قد ترتفع درجة حرارة ولكنها قد تكون أقل من الطبيعي.
أما في ضربة الحرارة فإن جهاز تنظيم الحرارة يصبح مغلوباً على أمره فترتفع حرارة الجسم عشر درجات فهرنهايت أزيد من الطبيعي أو أكثر. وقد سجلت وقعة بلغت حرارة الجسم الداخلي للمريض (١١٧) فهرنهايت، والطبيعية كما قدمنا هي (٩٨ , ٥) فهرنهايت. وليكن معلوماً أن حرارة الجسم الداخلية الحقيقية التي تمثلها حرارة الشرج قد تكون أعلى بكثير من حرارة الفم وتحت الإبط. وهذه الموضع اعتاد الأطباء أن يضعوا فيها مقياس الحرارة.
وإن ضربة الحرارة قد تسبب بالتعرض المباشر للشمس الحالة المعروفة بضربة الشمس. ولا علاقة لأشعة الشمس الفوق البنفسجية بإحداث الضربة الشمسية؛ إذ أن نفس الأثر المرضي يمكن إحداثه بالتعرض لأية حرارة زائدة وبخاصة إذا اجتمع إليها زيادة في الرطوبة النسبية، وأن الأشخاص الذين يعملون في غرف المكائن الحارة والحدادين الذين يشتغلون بالقرب من الحرارة العالية يصابون بنفس الطريقة، وإن حالة الشخص الفيزيائية