فعجبت مما فهم الأستاذ من هذا النص الصريح الذي دفعه إلى أن يتبرع بكلمة (مزيفة).
رجل قد رأى الناس لا يستعملون إلا كلمة (هام) ويتحاشون استعمال كلمة (مهم) بل لعله قد رأى من تعرض لتخطئتها فدلنا على الأفصح والأفصح لا ينفي الفصيح، أفترميه بالزيف؟!!
كنت أود أن يدقق الأستاذ (هلالي) في تعابيره كما يدقق في البحث عن بعض الكلمات في المعجمات. يقول الأستاذ في نهاية كلمته (على الكتاب أن يرجعوا إلى المعاجم العربية وغيرها من المراجع (فهل يثق الأستاذ بصحة هذه المعاجم؟ ألم يطلع على ما في هوامشها من الحواشي؟ أو لم ير مآخذ الفيروزأباذي على الجوهري؟ ولماذا ننتظر من المجمع اللغوي قاموساً صحيحاً شاملا جديداً؟
ثم إن الأستاذ هلالي يخطئ من (يدعى) - على حد تعبيره - تأنيث كلمة الضبع فقط للحيوان المعروف، فهلا أتى بشواهد على جواز تذكوها تعزز هذا التخطيء؟
ابن ماضي
١ - التقليد:
أنكر أحد المدرسين استعمال التقليد بمعنى الإقتداء والمحاكاة لأنه لم يرد في كتب اللغة، وهذا ليس بصحيح فقد جاء في لسان العرب وشرح القاموس ومعيار اللغة وأساس البلاغة وغيرها ما نصه:
قلدتها قلادة: جعلتها في عنقها، ومنه التقليد في الدين، وتقليد الولاة الأعمال وهو مجاز كأنه جعل قلادة في عنقه الخ
وجاء في كتاب التعريفات للجرجاني: التقليد عبارة عن إتباع الإنسان غيره فيما يقول أو يفعل معتداً للحقيقة من غير نظر وتأمل في الدليل كأن هذا المتبع (وهو المقلد) جعل قول الغير أو فعله قلادة في عنقه، أو التقليد عبارة عن قبول قول الغير بلا حجة ولا دليل اهـ
ومن هذه النصوص يظهر لك أن المعنى الأصلي للتقليد واحد فقط وهو وضع القلادة في العنق، ثم استعمل في غيره على سبيل التجوز والتشبيه والاستعارة وقد ألفت كتب