وقديماً كانا فيَّ أو حديثاً؟ قال: بل قديماً، قلت: الحمد لله الذي
جبلني على خلقين يحبهما الله ورسوله.
٣٥ - ص٥٢ (. . . وقال أبو الغالية الرياحي: أشرب النبيذ ولا تمزز، والتمزز أن يشرب قليلاً قليلا).
والصواب: (أبو العالية) بالعين لا بالغين، واسمه رفيع بن
مهران الرياحي البصري، وهو من الأئمة المخضرمين، صلى
خلف عمر، ودخل على أبي بكر. وتوفي في شوال سنة
تسعين، وكان ثقة كثير الحديث. وهو من موالي بني رياح،
اشترته امرأة منهم، ثم انطلقت به إلى المسجد الجامع بالبصرة
في يوم جمعة والإمام على المنبر، فقبضت على يده وقالت:
اللهم أذخره عندك ذخيرة، اشهدوا يا أهل المسجد أنه سائبة لله
ليس لأحد عليه سبيل إلا سبيل معروف. وقد حدث أبو العالية
عن نفسه قال: كنت مملوكا أخدم أهلي فتعلمت القرآن ظاهراً
والكتابة العربية وقرأت المحكم بعد وفاة نبيكم بعشر سنين، فقد
أنعم الله علي بنعمتين لا أدري أيتهما أفضل: أن هداني
للإسلام أم لم يجعلني مرورياً، ثم يقول: وكنا نسمع الرواية
بالبصرة عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم
نرض حتى ركبنا إلى المدينة فسمعناها من أفواههم. ويقول: