لما كان زمن علي ومعاوية وإني لشاب القتال أحبَّ إليَّ من
الطعام الطيب، فتجهزت بجهاز حسن حتى أتيتهم فإذا صفان لا
يرى طرفاهما، إذا كبَّر هؤلاء كبَّر هؤلاء، وإذا هلل هؤلاء
هلل هؤلاء، فراجعت نفسي فقلت: أي الفريقين أنزله كافراً؟
وأي الفريقين أنزله مؤمناً؟ أو من أكرهني على هذا؟ فما
أمسيت حتى رجعت وتركتهم. وكان ابن عباس أيام إمارته
بالبصرة يكرمه ويجلسه معه على سريره. وكان أبو العالية
يبعث بصدقة ماله إلى المدينة فتدفع إلى أهل النبي فيضعونها
في مواضعها. ومن كلامه: إذا سمعتم الرجل يقول: إني أحب
في الله وأبغض في الله فلا تقتدوا به. راجع ترجمته في تهذيب
التهذيب وميزان الاعتدال ١٣٤٠ وطبقات ابن سعد ٧٨١ -
٨٥ وحلية الأولياء ٢٢١٧ - ٢٢٤ وصفة الصفوة ٣١٣٥
والمعارف لابن قتيبة ص ٢٠٠
٣٦ - ص ٥٢ (وقيل لمحمد بن واسع: أتشرب النبيذ؟ قال: نعم، قيل وكيف تشربه؟ قال: على غدائي وعشائي وعند ظمئي. قيل فما تركت منه؟ قال: النكات ومحادثة الرجال)
وقد علق الأستاذ على ذلك بقوله: (النكات: جمع نكتة وهي هنا الجملة المنقحة المحذوفة الفضول)
ولست أرى رأيه في هذه الكلمة وهي عندي محرفة بيد أني لم أدرك وجه تصويبها. ويرى صديقي الراوية الأستاذ محمود محمد شاكر أن صوابها (التكأة) يريد بها الجلوس المطمئن